إبراهيم الخازن/ الأناضول

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن بلاده تملك "رؤية واضحة" بشأن إعادة إعمار قطاع غزة دون خروج أي فلسطيني من أرضه.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الجيبوتي محمود يوسف، الذي يجري زيارة غير محددة المدة إلى القاهرة، بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، وسط دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة منها مصر والأردن.

وقال عبد العاطي إن "الجهود المصرية بشأن غزة مستمرة، ولن تتوقف فيما يتعلق بتنفيذ الاستحقاقات الخاصة لاتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث".

وأضاف: "لدينا رؤية واضحة في إعادة إعمار قطاع غزة دون خروج أي مواطن من أرضه".

وفي 26 يناير/ كانون الثاني المنصرم، تحدث ترامب عن مقترح لنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وأكده في أكثر من مناسبة لاحقا، آخرها الجمعة، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع" الذي أبادته إسرائيل، وسط رفض فلسطيني وعربي.

وفي سياق آخر، قال عبد العاطي: "لا مبرر للتصعيد في منطقة البحر الأحمر بعد نجاح مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة".

وأضاف: "نؤكد ضرورة تعزيز أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة البحرية، ونرفض أي وجود عسكري لأي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر".

وتعد إثيوبيا من أبرز الدول التي تسعى للحصول على منفذ على البحر الأحمر في وقت تشهد علاقاتها توترا مع مصر بسبب بناء سد النهضة الإثيوبي منذ عقد، مع عدم قبول أديس أبابا باتفاق قانوني تطالب به القاهرة لحماية حصة كل جانب من المياه.

وتابع وزير الخارجية المصري: "تحدثنا عن ربط الموانئ المصرية مع موانئ جيبوتي والتنسيق الكامل بينهما".

من جانبه، قال وزير الخارجية الجيبوتي، في المؤتمر ذاته، إنه نقل رسالة خطية من رئيس بلاده إسماعيل عمر جيله لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي تنم عن العلاقات المتنامية.

وأكد الوزير يوسف أن مجريات الأمور في القرن الإفريقي والشرق الأوسط تدفع البلدين لمزيد من التشاور والتنسيق.

وتابع: "نعتبر أن الأمن القومي للبلدين مرتبطان ارتباطا وثيقا، خاصة أن جيبوتي تقع في البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومصر بالبوابة الشمالية".

من جانبها، أفادت الرئاسة المصرية، في بيان، بأن السيسي استقبل بالقاهرة وزير خارجية جيبوتي، وبحثا "سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتطورات الأوضاع في الصومال والبحر الأحمر".

ووفق البيان الرئاسي، جرى "الاتفاق على أهمية العمل المشترك لضمان استعادة الأمن في مضيق باب المندب وحركة الملاحة الطبيعية في البحر الأحمر".

وأواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أوضحت الرئاسة المصرية في بيان، أن إيرادات قناة السويس فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024، بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الإبادة الجماعية على يد إسرائيل، هاجم الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وأهدافا في إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة.

ومطلع 2024، بدأت واشنطن ولندن شن غارات على "مواقع للحوثيين" باليمن، وقابلته الجماعة بإعلان السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ضمن أهدافها العسكرية، ما أثر سلبا على حركة الشحن والتجارة والإمداد.

ومع بداية تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير المنصرم، أعلن الحوثيون في بيانات منفصلة توقفهم عن الاستهداف في حال التزمت إسرائيل بعدم تجديد العدوان على القطاع.