الدول العربية, تونس, فلسطين

ناشط تونسي: دعم الفلسطينيين يتطلب وسائل مبتكرة (مقابلة)

** رئيس التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني الصادق عمار: - شكلنا التحالف في أبريل الماضي لتكثيف دعم القضية الفلسطينية

Adel Bin Ibrahim Bin Elhady Elthabti  | 23.08.2024 - محدث : 23.08.2024
ناشط تونسي: دعم الفلسطينيين يتطلب وسائل مبتكرة (مقابلة)

Tunisia

تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول

** رئيس التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني الصادق عمار:
- شكلنا التحالف في أبريل الماضي لتكثيف دعم القضية الفلسطينية
- أطفال شاركوا بمسابقة رسوم فاجأونا بأنهم يحفظون أناشيد فلسطينية
- لابد من الوصول إلى مختلف شرائح الشعب التونسي لتعزيز التضامن مع فلسطين
- الحراك الغربي المتضامن مع قطاع غزة إيجابي على المستوى الشعبي والسياسي

شدد رئيس "التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني" الصادق عمار على ضرورة ابتكار وسائل جديدة للتضامن مع الحق الفلسطيني، وتوعية الأطفال بأهمية ذلك في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع عمار بشأن أساليب التضامن مع الفلسطينيين في الشارع التونسي الذي يشهد تظاهرات داعمة لقطاع غزة بين الفينة والأخرى.

و"التحالف التونسي لدعم الحق الفلسطيني" تحالف معنوي بين مجموعة من الجمعيات في عدة مدن، منها تونس (شمال) وسوسة (شرق) وصفاقس (جنوب) والقيروان ( وسط)، وفق عمار الذي قال في تعريفه بالتحالف: "أردنا منه لفت انتباه المواطن للقضية الفلسطينية، وأن الحق الفلسطيني هو حق دائم يجب دعمه بكل الأشكال".

وبشأن أهداف التحالف، أضاف عمّار: "في أبريل/ نيسان الماضي شكلنا هذا التحالف ووضعنا جملة من الأهداف، أبرزها دعم الشعب الفلسطيني، لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال جاثما على الأرض الفلسطينية، ومدة مقاومته لا تزال طويلة".

ويضم التحالف 19 جمعية، منها الاتحاد العام التونسي للطلبة وأنصار فلسطين، ورابطة الاتحاد العام التونسي للطلبة، وجمعية أسرتي بالقيروان، وجمعية المهندسين بصفاقس، والشبكة الجهوية للجمعيات بسوسة، وفق عمار.

توعية الأطفال بفلسطين

وأشار عمار إلى "أهمية توريث دعم الحق الفلسطيني إلى الأجيال القادمة، بتوعية الأطفال والشباب بالمظلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".

وشدد على ضرورة "الوصول إلى كل أطياف الشعب التونسي، فهناك المسيرات والوقفات الاحتجاجية، والوقفات التضامنية مع الصحفيين الفلسطينيين، ووقفات مقاطعة بضائع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، إلى جانب التوجه إلى شريحة الأطفال الذين هم عماد المستقبل".

وبشأن النشاطات السابقة، أوضح: "في 11 أغسطس/ آب الجاري قمنا بتظاهرة بمدينة سوسة فاقت توقعاتنا، فنحن أعددنا مسابقة رسم للأطفال حول القضية الفلسطينية، وتوقعنا حضور 50 أو 60 طفلا مصحوبين بعائلاتهم، ولكن تفاجأنا بحضور أكثر من 130 مشارك بين طفل وطفلة".

وأوضح أنه "من الإيجابيات خلال هذا التحرك الموجه للأطفال، أننا وجدنا أطفالا يحفظون أناشيد وأغان فلسطينية، فالأطفال بادروا وعبروا عن رغبتهم في إلقاء قصائد تدعم القضية الفلسطينية".

واعتبر أن "هذا يمكن البناء عليه كثيرا، لأن الطفل الصغير سيتبنى مقومات الوعي بالحرية والكرامة، انطلاقا من القضية الفلسطينية."

وتابع عمار: "من إيجابيات 7 أكتوبر (بدء معركة طوفان الأقصى)، أنه أعاد إحياء القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني".

وأضاف: "خوفا من النسيان وتلاشي القضية والحق الفلسطيني، لابد من توريث هذا الأمر للأجيال القادمة، لتكون على علم ووعي بالقضية، فمثلما ننجز رسما لخريطة فلسطين، فإننا نقدم في الوقت نفسه معلومات حول تاريخ فلسطين للأطفال".

الحراك الغربي إيجابي

وبشأن تحديات المعمل التضامني مع فلسطين في تونس، قال الناشط إن "عدم استجابة الشارع التونسي للوقفات والتظاهرات بشكل كبير يدل على أن النخب لم تنجح في التواصل مع الشعب، فبعض التحركات يقوم بها ناشطون على خلفيات سياسية".

وبرر ذلك بالقول إن "البعض مقتصر على نوع معين من الدعم، فالاقتصار على وقفة احتجاجية دورية أمام السفارة الأمريكية تكون استجابتها ضئيلة، ولابد من التفكير في أساليب أخرى، سواء كانت تظاهرات ثقافية أو مهرجانات أو حفلات".

وأشار إلى أنه "كان من الممكن بمناسبة يوم المرأة التونسية (13 أغسطس) أن تكون هناك تظاهرات داعمة للمرأة الفلسطينية، وتبيان تضحياتها كأم وزوجة وابنة وأخت".

وأضاف: "نحن نعمل على توسيع التظاهرات وتنويعها، فالقضية ليست قضية تحل في أشهر، وحتى وإن انتصر الشعب الفلسطيني، فالمحطات النضالية مازالت قادمة".

ولدى مقارنة الحراك المحلي بمظاهرات الغرب، أوضح عمار أنه "مقارنة بما يحصل من تحركات في الدول الغربية، فإن حركة التضامن العربية تعتبر ضعيفة جدا، وهذا له أسباب يطول شرحها".

واعتبر أن "التحركات الشعبية الغربية لها تداعيات في المستقبل حتى على المستوى الرسمي".

وأضاف "على المستوى الشعبي هناك وعي بما يحصل في غزة، خاصة وأن التربية التي تلقاها الغربيون بنيت على أن اليهود ضحية وتعرضوا للمحرقة، لكنهم يرون اليوم أن الأعمال الإجرامية التي تعرض لها اليهود أو طائفة منهم تمارس اليوم من قبل إسرائيل على الشعب الفلسطيني."

وأكد أن "التحركات يجب ألا تقتصر على العاصمة فقط، لأننا رأينا التحركات حتى على مستوى البلدان العربية تقتصر على العواصم مثل الرباط في المغرب أو عمان في الأردن".

ولهذا "قررنا أن يتوسع نشاطنا أكثر ويدخل إلى بقية المدن، حتى تمس التحركات كل الشرائح ونبلغ صوت المقاومة لكل أطياف الشعب التونسي".

وتشهد العاصمة التونسية إلى جانب مدن أخرى وقفات تضامنية مع قطاع غزة، يطالب فيها المشاركون بوقف الحرب الإسرائيلية ورفع الحصار وإدخال المساعدات، ووقف الدعم الغربي لتل أبيب.

وإلى جانب التظاهرات، سيرت تونس جسرا جويا لتقديم مساعدات إغاثية لفلسطينيي القطاع عبر مطار العريش المصري، كما استقبلت عشرات الجرحى لتلقي العلاج في مشافي البلاد.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın