تركيا

تركيا تحيي الذكرى 50 لعملية السلام في جزيرة قبرص

نفذتها أنقرة بين عامي 1958 و1974 من أجل إنقاذ أتراك الجزيرة من هجمات تنظيم تنظيم "EOKA" الإرهابي الذي قتل 1038 من القبارصة الأتراك بينهم 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 0-10 سنوات..

Mehmet Kemal Firik, Baybars Can  | 20.07.2024 - محدث : 20.07.2024
تركيا تحيي الذكرى 50 لعملية السلام في جزيرة قبرص

Lefkoşa

ليفكوشا/الأناضول

تحيي تركيا وجمهورية قبرص التركية في 20 تموز/يوليو من كل عام ذكرى "عملية السلام" العسكرية التي نفذتها تركيا عام 1974، من أجل إنقاذ أتراك الجزيرة من هجمات تنظيم تنظيم "EOKA" الإرهابي.

تأسس تنظيم "EOKA" الإرهابي بهدف ضم جزيرة قبرص إلى اليونان وبدأ هجماته التي استهدفت القبارصة الأتراك عام 1958 بهدف.

واليوم السبت، تحيي تركيا وجمهورية قبرص التركية الذكرى 50 لعملية السلام التي حالت في 20 تموز/يوليو 1974 دون وقوع مجازر بحق القبارصة الأتراك وتحول الجزيرة إلى أرض للمقابر الجماعية.

أطلقت تركيا "عملية السلام" في الجزيرة بعد أن شهدت انقلابا عسكريا قاده السياسي الرومي نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 يوليو/ تموز 1974.

وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدف تنظيم "EOKA" المسلحة الرومية سكان الجزيرة الأتراك.

وفي 21 ديسمبر/ كانون الأول 1963، شن مسلحو منظمة EOKA الإرهابية سلسلة هجمات استهدفت القبارصة الأتراك، ما أدى إلى استشهاد 364 شخصًا وإخلاء 103 قرى ذات غالبية تركية مسلمة في الجزيرة.

ويعرف هذا اليوم في جمهورية قبرص التركية باسم "عيد الميلاد الدامي" وهدفت لقتل وتهجير المسلمين من جزيرة قبرص على غرار ماحدث جزيرة كريت اليونانية.

وفي عام 1964 ارتكبت القبارصة الرومية بقيادة تنظيم EOKA الإرهابي مجازر في ليماسول وفاماغوستا وأكروتيري وديكيليا وتم دفن أجساد الضحايا في مقابر جماعية.

وقام اليونانيون، الذين واصلوا سياسة القتل الجماعي ضد الأتراك حتى عام 1974، بدفن ضحايا المجازر الدموية في مقابر جماعية بكافة أنحاء الجزيرة.

وفي عملية السلام عام 1974 أثناء فرار أعضاء تنظيم EOKA الإرهاب وعناصر شرطة جمهورية قبرص، ارتكبو مجازر "ألامينو" وليماسول" و"مراد آغا" و"سانداللر" و"آتليلر".

وبحسب بيانات جمعية أسر الشهداء والمحاربين القدامى المعاقين، فإن المجازر التي ارتكبها القبارصة الروم بين عامي 1958 و1974 تسببت بمقتل 1038 بينهم 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 0-10 سنوات.

وضمت لائحة الضحايا 124 امرأة من كبار السن والمعاقين قتلوا على يد القبارصة الروم في العديد من القرى.

وتشير التقديرات أنّ ما يقرب من 200 مدني من القبارصة الأتراك اختفوا في مجازر القبارصة الروم ولم يتم العثور عليهم حتى الآن.

وبحسب بيانات اللجنة القبرصية للمفقودين، فإنه نتيجة للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع القبارصة الروم بشأن المفقودين، تم التعرف على 295 من أصل 492 قبرصياً تركياً وتسليم رفاتهم إلى عائلاتهم.

ويستمر البحث حتى الآن عن رفات 197 تركياً في المقابر الجماعية.

بعد 60 عامً تم تسليم بقايا عظام الشهيد أشرف صالح، التي تم استخراجها من مقبرة جماعية في محجر بالمنطقة العازلة الخاضعة لسيطرة الأمم المتحدة هذا العام، إلى عائلته.

**مقابر القبارصة الأتراك في مختلف مناطق الجزيرة

وفي حديث للأناضول أكد الأكاديمي أطا أتون عضو هيئة التدريس بجامعة رؤوف دنكطاش أنهم شهدوا في الماضي أشياء لما تحدث في غزة اليوم.

وذكر أتون (من جمهورية قبرص التركية) أن القبارصة الأتراك ما كان بوسعهم التخطيط للمستقبل لولا عملية السلام التي نفذها الجيش التركي.

وأشار أتون أنّ القبارصة الأتراك كانوا تحت الحصار قبل عام 1974 ومُنع عنهم حتى أغذية الأطفال.

وقال أتون: "لو لم تنفذ عملية السلام ، فمصير كافة الأتراك الموجودين في الجزيرة هي المقابر، ولن يتسنى الكشف عن أي من المجازر التي ارتكبت في الجزيرة على يد القبارصة الروم".

وأضاف "توجد 6 مقابر جماعية في كافة أنحاء جزيرة قبرص في كل مقبرة يوجد 15 شهيدا على الأقل، بعضها موجود في الجانب الرومي اليوم".

وأوضح الأكاديمي أنّ القانون الدولي يعتبر القبور التي دُفن فيها أكثر من ضحيتين بأنها مقبرة جماعية.

ومن جانب آخر أشار حقي مفتي زاده، العضو التركي في لجنة المفقودين القبرصية، أن جهود الكشف وتحديد هويات الضحايا في المقابر الجماعية مستمرة، وقال: "ثمة نحو 20 مقبرة جماعية للأتراك يمكن التعرف عليها في جميع أنحاء الجزيرة".

**جنود الأمم المتحدة لم يحركوا ساكنا

وصرح أحمد آشير، رئيس جمعية إحياء ذكرى شهداء مراد آغا وأتليلر وسانداللر، أنه في المذبحة التي بدأت مباشرة بعد عملية السلام القبرصية في 20 يوليو 1974، قتل الروم 40 من أقاربه، من بينهم أمّه وإخوته وجدته عماته. ودفنهم في مقبرة جماعية.

وأوضح آشير أنّ الجنود السويديون التابعين للأمم المتحدة لم يفعلوا شيئا، حيال حماية المدنيين الأتراك في القرى من القتل. قائلا: "كان على تركيا تنفيذ المرحلة الثانية من عملية السلام في قبرص".

وقال آشير:"لا نريد العودة إلى تلك الأيام مرة أخرى. شكرا لتركيا وللجنود الأتراك لإنقاذهم من الظلم من خلال إحلال السلام في قبرص".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.