بينيت يمنع نائبا إسرائيليا متشددا من الوصول لـ"باب العامود"
خلاف بين الشرطة الإسرائيلية ويمينيين حول مسار مظاهرة في ذات المنطقة مساء اليوم
Quds
القدس/عبد الرؤوف أرناؤوط/الأناضول
قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الأربعاء، منع النائب اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، من الوصول إلى باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول: "قرر رئيس الوزراء نفتالي بينيت منع وصول عضو الكنيست إيتمار بن غفير، إلى باب العامود بالقدس، بناء على توصية وزير الأمن الداخلي، ورئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك والمفوض العام للشرطة".
وقال بينيت: "لا أنوي السماح لسياسة صغيرة، بتعريض حياة البشر للخطر؛ لن أسمح لاستفزاز سياسي من قبل بن غفير، بتعريض جنود الجيش وأفراد الشرطة الإسرائيلية لخطر، وجعل مهمتهم الصعبة، أصعب".
وفي إشارة إلى معارضته قرار عناصر اليمين، بينهم بن غفير، تنظيم مظاهرة في القدس الشرقية، مساء اليوم الأربعاء، ترفع خلالها الأعلام الإسرائيلية، أضاف بينيت: "مسيرة الأعلام السنوية، ستقام في موعدها الدائم، وهو يوم القدس"، في شهر مايو/أيار المقبل.
ولم يتضح إذا ما كان قرار منع بن غفير، دائم، أم أنه مرتبط فقط بالدعوة إلى مسيرة اليمينيين اليوم الأربعاء.
ويحاول بن غفير استفزاز الفلسطينيين، من خلال فعاليات معادية لهم، سواء في القدس الشرقية أو الضفة الغربية، وحتى المدن والبلدات العربية في إسرائيل.
وحاول بن غفير تحدي رئيس الوزراء الإسرائيلي، ردا على قرار منعه.
وقال في تغريدة على تويتر: "أصدر رئيس الوزراء الآن أمرا بمنع وصولي إلى باب العامود، والتلويح بالعلم الإسرائيلي، لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
وأضاف مخاطبا بينيت: "إن أمن التحالف (الائتلاف الحكومي) ليس هو أمن الدولة، وحقيقة أن (رئيس القائمة العربية الموحدة الداعمة للحكومة برئاسة منصور) عباس يبتزك، لا تعني أنه يمكنك تقسيم القدس".
وتابع بن غفير: "إذا لم تتوصل الشرطة إلى حل وسط بشأن المسار، فسوف أصل إلى باب العامود الساعة 5:00 مساءً".
وفي هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الشرطة لم تتوصل إلى اتفاق، مع منظمي المسيرة المقررة مساء الأربعاء، في القدس الشرقية، حول مسارها وتوقيتها.
والثلاثاء، طلب نشطاء يمينيون من الشرطة الإذن بتنظيم "مسيرة الأعلام" في القدس يوم الأربعاء، انطلاقا من ميدان "صفرا" بالقدس الغربية، حتى أسوار البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، وصولا إلى باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى.
وقالت الشرطة في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إنها استدعت مُنظمي المسيرة "لفحص الطلب، ومحاولة تحديد موعد مخطط بديل، متفق عليه".
وأضافت: "شرطة إسرائيل ستعمل على منح حرية التعبير عن الرأي والتظاهر بشكل قانوني، مع الحفاظ على سلامة وأمن المشاركين في المسيرة، ومسارها وعامة الجمهور".
وذكرت أن الطلب سيخضع "لإجراءات مصادقة الشرطة بموجب القانون"، وأنه "في هذه المرحلة لم يتم بعد إعطاء الإذن لإجراء وفق المخطط المقترح".
وكان منظمو المسيرة قد قالوا في بيان، اطلعت عليه وكالة الأناضول: "ليس لدينا أي نية لأن نرتدع من التهديدات من أي شخص يريد إخافتنا. والآن سنقوم بمسيرة، بأعلام فخر واعتزاز إسرائيليَين".
وفي وقت سابق الثلاثاء، حذرت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في بيان، من تنظيم مسيرة الأعلام، وقالت إنها كانت أحد الدوافع لجولة القتال التي اندلعت العام الماضي.
والعام الماضي، نظّم الآلاف من المتطرفين، المسيرة التي يحملون خلالها الأعلام الإسرائيلية، واقتحموا منطقة باب العامود، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق".
وفي مايو/أيار 2021، تسببت الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وحي الشيخ جرّاح بالقدس، باندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل في غزة، استمرت 11 يوما.
ومنذ أيام، يسود توتر في القدس وساحات المسجد الأقصى، في ظل اقتحامات يومية، ودعوات مستوطنين إسرائيليين إلى مواصلة اقتحام المسجد، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي الذي ينتهي الخميس.