
Banjul
بانجول/ غوكهان قاواق - أحمد ساتي/ الأناضول
- تعد غامبيا وجهة سياحية مفضلة للأوروبيين بفضل ثرائها الثقافي والتاريخي وسواحلها الخلابة- تمتلك بيئة طبيعية متنوعة تضم الحياة البرية ومختلف أنواع الحيوانات وسط أجواء آمنة وجاذبة
- بلد يفضله العديد من الأوروبيين، وخاصة المتقاعدين، لقضاء فترات طويلة وحتى للإقامة الدائمة
بفضل ثرائها الثقافي وسواحلها الخلابة واستتباب الأمن فيها، تعد غامبيا لؤلؤة سياحية في غرب إفريقيا تبهر زوارها الباحثين عن الاسترخاء والمغامرة، وتتيح لهم فرصة استكشاف الحياة البرية وسحر القارة السمراء.
وباتت هذه الدولة الصغيرة مقصدًا سياحيًا رئيسيًا، خاصة بالنسبة للسياح الأوروبيين الراغبين بتجربة استثنائية تجمع بين الاستجمام والمغامرة.
- مناخ معتدل وتنوع بيئي وثقافي ثري
على شواطئ المحيط الأطلسي، تتمتع غامبيا بمناخ معتدل طوال العام، ما يجعلها وجهة سياحية مفضلة لمحبي الطبيعة والاسترخاء.
وتوفر حديقة "بيجيلو فورست بارك"، التي تتميز بقربها من المناطق الحضرية، تجربة فريدة لعشاق الحياة البرية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي وسط الغابات المورقة والتفاعل مع مجتمعات القرود الشهيرة في المنطقة.
أما في منطقة باكاو، فيعد حوض التماسيح "كاتشيكالي" أحد أشهر المعالم السياحية، حيث يحتضن مجموعة من التماسيح، التي تحظى بمكانة مقدسة في المعتقدات المحلية.
وفي رحلة عبر التاريخ، تقف جزيرة "كونتا كينتيه"، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، كشاهد على ماضٍ أليم، إذ كانت يومًا مركزًا رئيسيًا لاحتجاز العبيد قبل إرسالهم إلى أوروبا، مما يجعلها محطة رئيسية للمهتمين بتاريخ تجارة الرقيق.
أما محبو استكشاف الطبيعة، فيجدون في رحلات نهر غامبيا تجربة فريدة لرصد أفراس النهر وأنواع نادرة من الطيور، في مشهد يخطف الأنفاس.
وللراغبين في التعرف على الثقافة المحلية عن قرب، يقدم سوق "سيريكوندا" فرصة مميزة لاكتشاف الحرف التقليدية والتفاعل مع السكان المحليين، ما يمنح الزوار فرصة استثنائية لعيش لحظات أصيلة تعكس نبض الحياة اليومية في غامبيا.
- برامج تحفيزية حكومية لدعم السياحة
وتسعى حكومة غامبيا إلى جعل السياحة أحد أهم مصادر الدخل الاقتصادي، من خلال تنفيذ برامج تحفيزية تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت البلاد طفرة في الاستثمارات السياحية، وتم إنشاء فنادق ومنتجعات جديدة، ما ساهم في زيادة أعداد السياح الوافدين، لا سيما من الدول الأوروبية.
وتستقطب غامبيا سنويًا آلاف السياح الأوروبيين، خاصة من بريطانيا وهولندا وألمانيا، إذ يفضل السياح القادمون من البلدان المذكورة الإقامة في المناطق الساحلية لفترات طويلة والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وفي إطار سعيها لتطوير السياحة المستدامة، تركز الجهات المعنية بقطاع السياحة في غامبيا على مشاريع السياحة البيئية، التي تهدف إلى حماية الموارد الطبيعية وإشراك المجتمعات المحلية في النشاط السياحي.
كما تعمل الحكومة على تبني سياسات جديدة تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية السياحية وحماية البيئة، مما يعزز جاذبية البلاد كوجهة سياحية صديقة للطبيعة.
- تجارب سياحية من قلب غامبيا
وفي لقاءات مع مراسل الأناضول، تحدث عدد من السياح الأوروبيين، مثل "تينا ميلر"، و"تونا سميث"، و"داني دا يونغ"، إضافة إلى المرشد السياحي الغامبي "عليو جانغ"، والمستثمر التركي في قطاع السياحة الغامبي "حسن دره لي"، عن الجاذبية التي يستحوذ عليها قطاع السياحة في هذا البلد.
وأعربت السائحة البريطانية تينا ميلر، عن إعجابها الكبير بتنوع القطاع السياحي في غامبيا، مشيرةً إلى أنها تقضي عدة أشهر من العام هناك.
وأضافت: "ثمة الكثير من الأنشطة السياحية التي يمكن القيام بها هنا. يمكنك القيام بجولات ثقافية، أو زيارة طرق تجارة العبيد التاريخية، كما بإمكان الزوار الاستمتاع بمشاهدة أكثر من 550 نوعًا مختلفًا من الطيور عن قرب".
- سكان محليون ودودون
وأشادت السائحة البريطانية تينا ميلر، بتجربة زيارة القرى الغامبية، ووصفتها بأنها جزء لا يتجزأ من الرحلة السياحية.
وقالت: "قرية تانجي مكان رائع يجب رؤيته(..) هنا يمكنك مشاهدة التماسيح، والاستمتاع بالعروض الراقصة، والتجول في الأسواق. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن رؤيتها والقيام بها. السكان المحليون ودودون للغاية".
وأكدت ميلر أن غامبيا بلد آمن جدًا.
ولفتت إلى أن الطقس في بريطانيا خلال الفترة الممتدة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار من كل عام، يكون باردًا وغير مشجع، بينما تتمتع غامبيا بأجواء مشمسة جميلة ومثالية لقضاء العطلات.
السائحة البريطانية تونا سميث أوضحت أنها تجري زيارات دورية إلى غامبيا منذ عدة سنوات، حيث تقيم مع صديقتها لفترات طويلة.
وفي معرض وصفه لجمال غامبيا، قال السائح الهولندي داني دي يونغ، إن الدافع الأول لزيارته إليها هو الطقس المشمس الدافئ، بينما كان السبب الثاني رغبته في الاطلاع على الثقافة الغنية والمأكولات المحلية المميزة في هذا البلد.
وقال دي يونغ: "سمعنا أشياء إيجابية كثيرة عن هذا المكان. بالنسبة لنا، هذه هي تجربتنا الثانية، لكن يمكنني القول إن الشعب هنا ودود للغاية، والطقس رائع، والشواطئ مذهلة، وهناك العديد من الأنشطة العائلية التي يمكن القيام بها".
وتابع قائلًا: "اليوم قمنا بجولة بالقوارب، وغدًا سنقوم برحلة استكشافية عبر المناطق الداخلية باستخدام سيارات الدفع الرباعي".
المرشد السياحي الغامبي عليو جانغ، أكد بدوره أن قطاع السياحة في غامبيا يشهد ازدهارًا كبيرًا بفضل تدفق السياح من أوروبا ومختلف أنحاء العالم.
وقال: "الأنشطة السياحة هنا تسير بشكل جيد، إذ نستقبل عددًا كبيرًا من الزوار من أوروبا ومن جميع أنحاء العالم، إنها فترة رائعة حقًا".
أما المستثمر التركي في قطاع السياحة الغامبي ومدير أحد الفنادق في العاصمة بانجول "حسن دره لي"، فأشار إلى أن غامبيا دولة صغيرة، لكنها تعتمد بشكل أساسي على السياحة كمصدر رئيسي للدخل، ما يجعل تطوير هذا القطاع أولوية قصوى بالنسبة للحكومة والقطاع الخاص.
- غامبيا دولة يفضلها الأوروبيون للإقامة
وقال حسن دره لي، إن غامبيا تواجه بعض التحديات في بنيتها التحتية، لكنها تشهد نموًا متزايدًا في قطاع السياحة يومًا بعد يوم.
وأضاف دره لي: "قبل الجائحة، كانت غامبيا تمتلك إمكانات سياحية كبيرة للغاية، لكن خلال فترة الوباء، شهدت البلاد انهيارًا حادًا في أعداد السياح الوافدين. وحتى بعد انتهاء الجائحة، استمر هذا الانخفاض لبعض الوقت، لكنها بدأت تتعافى تدريجيًا".
وأشار إلى أن غامبيا ليست فقط وجهة سياحية، بل أيضًا بلد يجذب العديد من الأشخاص الراغبين بالإقامة طويلة الأمد.
وتابع قائلًا: "غامبيا بلد يفضله العديد من الأوروبيين، وخاصة المتقاعدين، لقضاء فترات طويلة وحتى للإقامة الدائمة".
وختم دره لي بالتأكيد على أن الطبيعة في غامبيا رائعة، إذ تجذب المسافرين من الدول الأوروبية الباردة مثل فنلندا، والمملكة المتحدة، والسويد، وهولندا، خاصة خلال فصل الشتاء، وهو ما يشكل قيمة مضافة مهمة للقطاع السياحي.
وتُعرف قارة إفريقيا بتنوعها الطبيعي والتراثي، ما يجعلها واحدة من أكثر القارات جذبًا للسياح حول العالم، فالسائحون القادمون إليها يستمتعون برحلات السفاري، ويغوصون في سحر شواطئها الاستوائية، ويتجولون بين أنقاض المدن العتيقة، بينما يعيشون في الوقت ذاته تجربة المدن العصرية النابضة بالحياة.
من تنزانيا إلى مصر، ومن جنوب إفريقيا إلى المغرب، ومن جزر المحيط الهندي إلى قلب غرب إفريقيا، تبرز وجهات سياحية متنوعة تلبي شغف عشاق المغامرة والطبيعة والتاريخ.
ففي حين تجذب حديقة سيرينجيتي الوطنية في تنزانيا عشاق الحياة البرية، تأسر أهرامات الجيزة في مصر أنظار هواة التاريخ، وتوفر جزر سيشل وموريشيوس ملاذًا مثاليًا لمحبي الهدوء والشواطئ الفيروزية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.