دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل

أصغر أسيرة فلسطينية روز خويص: السجن الإسرائيلي "قبر مضاء"

الفتاة روز خويص (17 عاما) للأناضول: - لم أكن أعرف شيئا عن السجن والتحقيق والزنزانة

20.01.2025 - محدث : 20.01.2025
أصغر أسيرة فلسطينية روز خويص: السجن الإسرائيلي "قبر مضاء"

القدس/ الأناضول

الفتاة روز خويص (17 عاما) للأناضول:
- لم أكن أعرف شيئا عن السجن والتحقيق والزنزانة
- تعرضنا للقمع والتهديد والتحرش
- مررت بتجربة مرض قاسية نقلت إثرها على المستشفى وبقيت مقيدة على سرير المرض
- كنت أُنقل من قسم لآخر في المستشفى بقسوة ما يسبب آلاما شديدة
- أكثر ما تتمناه الأسيرات داخل السجون رؤية السماء بدون السقف المٌسيّج

بعد أكثر من 16 شهرا قضتها داخل السجون الإسرائيلية، أُفرج عن روز خويص (17 عاما) وهي أصغر أسيرة فلسطينية عنها ضمن الدفعة الأولى من أولى مراحل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لتصف السجن في إسرائيل بـ"القبر المُضاء".

وأفرجت السلطات الإسرائيلية، ليلة الأحد/ الاثنين، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

خويص التي اعتقلت في مايو/ أيار 2024 من البلدة القديمة بالقدس الشرقية وحكمت بالسجن لمدة 10 سنوات، لم تكن تعرف شيئا عن السجون الإسرائيلية قبل أن تخوض هذه التجربة القاسية بنفسها.

وبعد وصولها منزلها بالقدس، قالت خويص للأناضول: "دخلت إلى السجن مصدومة، ولم أعرف ما هو السجن أصلا".

الفتاة خويص التي تم اعتقالها وهي لم تتجاوز 16 عاما تقول إنها لم تكن تعرف شيئا عن التحقيق مع الأسرى والأساليب الإسرائيلية القاسية المتبعة في ذلك.

وتضيف: "لا أعرف حتى شكل زنزانة السجن، كل ما كنت أعرفه عن السجون هو ما كنا نسمعه من الأسرى.. وأن السجن عبارة عن غرفة صغيرة فيها مرتبة ولكنني لم أتوقع إنه سيء إلى هذا الحد".

وفي توصيفها للسجن قالت خويص: "السجن يعني سواد، أنت لا تشاهد أحدا هو فقط قبر مضوي (مضاء)".

**وجه من المعاناة

وتستذكر خويص أوجها من معاناتها داخل السجون الإسرائيلية، قائلة: "تعرضنا للقمع بما في ذلك استخدام السلاح، ويقومون بتخويفنا وتهديدنا".

إلى جانب تلك الأساليب القاسية، فقد عانت أيضا خويص من انتهاك خصوصيتها بـ"التفتيش العاري والتحرش والتهديد بالتحرش ضد البنات".

وقالت عن ذلك: "لقد كان هناك تحرش بالفعل، على سبيل المثال يتم نقل فتاة إلى العزل فتعود وقد تم إزالة الحجاب عنها".

وبسبب الظروف الصعبة التي مرت بها خلف القضبان الإسرائيلية، قالت خويص: "السجن غيّّر لدي الكثير من الأشياء".

**تجربة مرض قاسية

الظروف القاسية التي مرت بها خويص إلى جانب أساليب التحقيق الصعبة، تسببت بإصابتها بأمراض لتعيش تجربة جديدة أكبر من عمرها داخل السجون الإسرائيلية.

وتقول عن ذلك: "السجن غير فيّ الكثير، فبعد 37 يوما من التحقيق في المسكوبية (مركز أمني إسرائيلي بالقدس الغربية)، لم أتمكن من التحمل، كنت في طريقي إلى المحكمة وبسبب ضغطهم الكبير علي، فجأة وجدت نفسي في المستشفى".

وتابعت: "مرضت وأصابتني أعراض جلطة ومياه على القلب وخلل بضغط الدم ومكثت في المستشفى وحينما أردت الحركة وجدت الأصفاد في يدي وأدركت أنني في سجن".

خويص التي كانت تصارع المرض وهي مقيدة كانت تتخوف على عائلتها في حال وصل إليهم نبأ مرضها، وفق قولها.

وأضافت: "كنت خائفة من أن يبلغوا أهلي بمرضي ومع ذلك قلت لهم: أبلغوا أهلي".

لكن الرد الإسرائيلي جاء صادما حيث أبلغوها بأن هذا الإجراء "ممنوع كما أنها ممنوعة من لقاء المحامي".

لم تكن خويص تهتم كثيرا لمرضها آنذاك قدر خوفها على عائلتها في حال عرفت بمرضها.

وتروي خويص أنها مرت أيضا بتجربة تعذيب قاسية خلال المرض، قائلة: "عندما احتجت للنقل إلى قسم آخر من أجل إجراء فحوصات وصور أشعة كانوا يحركوني بقسوة بينما الأصفاد في يدي إلى درجة أن أحد الأطباء طلب من أحد أفراد الشرطة استدعاءه إذا ما حدثت أي تطورات معي".

تشير خويص أنها أبلغت أحد عناصر الشرطة بشعورها بآلام شديدة ليرد على الفور قائلا: "سأكسر فمك"، وفق روايتها.

ولفتت إلى أنها أخبرته في حينه بعزمها إبلاغ المحكمة بهذه الواقعة وأنها بحاجة إلى العلاج، فرد الشرطي عليها مطالبا زميلته بـ"دفعها بالعصا".

واستدركت خويص: "السجن سيء، السجن هو سجن".

**حلم رؤية السماء

أكثر ما كانت تتمناه الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية هو "رؤية السماء"، وفق قول خويص.

وتضيف عن ذلك: "الأسيرات يردن الحرية، كنا نرى السماء من خلال مربعات صغيرة (سقف من أسلاك حديدية متشابكة على شكل مربعات) وكنا نقول يا رب أن نرى السماء بدون هذه المربعات".

وعن اللحظة الأولى بعد خروجها من السجن الأحد، قالت خويص: "شاهدنا جبال الكرمل (حيفا) والسماء وأمور كثيرة ".

وشمل اليوم الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق، الإفراج عن 90 أسيرا بينهم 20 طفلا وفتى نشرت أسماؤهم مؤسسات حقوقية فلسطينية، مقابل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيا من غزة.

وتحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا).

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الأول الجاري، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın