عائلات أسرى إسرائيليين تعتصم عند حدود غزة للمرة الأولى
اتهمت نتنياهو بالتضحية بأبنائها من أجل ضمان بقائه في الحكم، وفق ما أفادت به صحيفة "هآرتس" العبرية ...

Quds
زين خليل / الأناضول
أعلن عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين، الثلاثاء، بدء اعتصام غير مسبوق عند السياج الحدودي مع قطاع غزة حتى وقف الحرب والعمل عوضا عن ذلك على إطلاق سراح ذويهم.
واتهمت هذه العائلات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتضحية بدماء أبنائها من أجل ضمان بقائه في الحكم، وفق ما أفادت به صحيفة "هآرتس" العبرية.
مع عصر الثلاثاء، انطلقت مسيرة احتجاجية من مستوطنة "نحال عوز" (جنوب) نحو السياج الحدودي مع غزة، شاركت فيها عيناف تسينغاوكار، والدة الأسير ماتان، إلى جانب عدد من عائلات الأسرى، للاعتراض على استئناف الحرب بدلا من التركيز على إطلاق سراح الأسرى.
وعند وصولهم إلى السياج، علّقت عيناف وابنتها ناتالي صورًا للأسرى المحتجزين في غزة، وأعلنتا بدء اعتصامهما هناك، مؤكدتين أنهما لن تغادرا المكان حتى يتم وقف الحرب، بحسب المصدر ذاته.
وتُظهر صور اعتصام اليوم مشاركة أفراد من عائلات أسرى آخرين فيه.
** رسالة إلى الجيش
خلال الاعتصام، وجهت عيناف رسالة إلى الجنود والطيارين الإسرائيليين، قائلة: "الضغط العسكري يقتل المختطفين (الأسرى في غزة)".
وأضافت: "لا تسمحوا لرئيس الوزراء وأعضاء حكومته بالتضحية بدماء ابني ماتان وبقية المختطفين الأحياء من أجل بقائه في الحكم".
وشددت على أن العائلات ستواصل الضغط والمطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، مضيفة: "يا دولة إسرائيل، لا تفرضي عليّ أن أصبح أما ثكلى".
وتابعت: "سنواصل الصراخ ومطالبة الحكومة (الإسرائيلية) بإطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة (..) يا دولة إسرائيل، لا تفرضي عليّ أن أصبح أما ثكلى".
** غضب أهالي الأسرى
من جانبهم، عبّر أسرى سابقون وأهالي أسرى ما زالوا محتجزين عن غضبهم من قرار الحكومة استئناف القتال في غزة، محذرين من تداعياته على المحتجزين.
ففي منشور على "فيسبوك"، قال ياردن بيباس، الذي أُفرج عنه في الصفقة الأخيرة، إن استمرار الحرب يثير لديه "خوفا عميقا" على حياة صديقيه ديفيد وأرئيل كونيو، اللذين لا يزالان في الأسر.
أما إيلي هكوهين، الذي أُطلق سراحه ضمن الصفقة الأخيرة، فكتب على "إنستغرام": "استمرار الحرب هو حكم بالإعدام".
من جهتها، قالت روحاما بوحبوت، والدة الأسير إلكانا بوحبوت، في مقابلة مع القناة "12" الإسرائيلية الخاصة: "عندما قرأت الأخبار عن استئناف القتال، شعرت وكأن أبواب الجحيم قد فُتحت علينا".
و"أبواب الجحيم" عبارة سبق أن استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهددا حركة "حماس"، وجرى استخدامها لاحقا في أوساط اليمين المتشدد بالحكومة الإسرائيلية.
في السياق ذاته، قالت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير إيتاي الذي قُتل في غزة، إن الحكومة الإسرائيلية "تختار مرارا الحفاظ على الائتلاف الحكومي بدلا من إنهاء الحرب".
أما ليري إلباغ، التي أُفرج عنها قبل شهرين، فكتبت على "إنستغرام": "ماذا عن الذين تركناهم خلفنا؟ مرة أخرى يُنسَون، مرة أخرى يلعبون بمصيرهم، مرة أخرى يخاطرون بحياتهم بدلا من إنقاذهم".
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغزة، بغارات جوية استهدفت المدنيين وقت السحور، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا ت.غ، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب أن يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ورغم التزام حركة "حماس" بجميع بنود الاتفاق، رفض نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.
وكان نتنياهو فقط يريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين بغزة، عوضا عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تماما والانسحاب الكامل من القطاع.
وبدعم أمريكي تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة أسفرت عن أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.