التقارير, فلسطين, إسرائيل

عدوان إسرائيل بالضفة.. نازحون فلسطينيون يفتقدون أجواء رمضان (تقرير)

عاد رمضان هذا العام على آلاف الفلسطينيين بمخيمات الضفة الغربية على وقع عدوان إسرائيلي شردهم من منازلهم وفرقهم عن أحبابهم وعكّر صفو صيامهم

Qais Omar Darwesh Omar  | 05.03.2025 - محدث : 05.03.2025
عدوان إسرائيل بالضفة.. نازحون فلسطينيون يفتقدون أجواء رمضان (تقرير) عدوان إسرائيل بالضفة.. نازحون فلسطينيون يفتقدون أجواء رمضان

Ramallah

طولكرم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

بين نزوح مفاجئ بلا مصير مأمون، وذكريات ديار أصبحت من الماضي، يعيش نازحون فلسطينيون من مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية "رمضانا مختلفا وصعبا" هذا العام، جراء العدوان الإسرائيلي الموسع على عدة مخيمات بالضفة المحتلة منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

التقت الأناضول في مراكز إيواء بمدينة طولكرم والبلدات المجاورة لها، عدة عائلات فلسطينية نازحة، منها من هدم الجيش الإسرائيلي منزلها أو أحرقه أو دمر محتوياته، ومنها من لا تعرف ما حل ببيتها بعد رحلة نزوح قسري للآلاف.

ومنذ 21 يناير المنصرم، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة مستهدفا مدينتي جنين وطولكرم ومخيميهما، ما أدى إلى نزوح نحو 40 ألف فلسطيني من المخيمات، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمال الضفة الغربية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 929 فلسطينيا، بينهم 187 طفلا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

** رمضان الأصعب

الفلسطيني طالب أبو سليم (67 عاما) الذي يقيم في مركز إيواء ببلدة ذنابة القريبة من مخيم طولكرم، يقول للأناضول، إن شهر رمضان هذا العام هو "الأصعب" عليهم.

ويضيف أبو سليم: "منذ 30 يوما أعيش هنا في مركز إيواء بعد أن أجبرت على النزوح من المخيم، ولم يسمح لي جنود الجيش الإسرائيلي بحمل شيء من مقتنياتنا، هدم البيت وبجواره عشرات المنازل التي دمرت وكأنها لم تكن".

ويقول: "رمضان في البيت يعني اجتماع الأهل والحضن الدافئ، نفتقد اليوم لكل شيء، كنا نعيش أجواء تكافل وسهرات وحياة".

ويفتقد أبو سليم اجتماع أقربائه في رمضان من كل عام، ويقول: "كلنا اليوم أصبحنا في مركز نزوح، الأخ والعم بعيدين عن بعضهم".

** ذكريات جميلة

بحرقة، يقول النازح حازم مسروجي من مخيم نور شمس، إنه تحول وعائلته المكونة من 4 أطفال وزوجته إلى مشردين، ينتظرون قوت يومهم من متبرعين.

ويقول مسروجي للأناضول: "الوضع صعب نحن عائلات، كان لنا بيوت وعمل، ونحصل على قوتنا من تعبنا لكننا اليوم بتنا مشردين بلا منازل ولا شيء، الجيش الإسرائيلي دمر منزلي وطردني منه".

ويتابع: "لم أعد أملك شيئا، بعت كل ما أملكه، وأنا اليوم لا يمكنني تلبية أدنى رغبة لطفلتي ابنة العامين، وأنتظر آخر النهار أن يأتي متبرع ويقدم لنا وجبات الطعام".

"وصلنا لمرحلة الذل والموت"، يقول متألما ويضيف: " كنا كل عام نجتمع مع شقيقاتي وأشقائي على مائدة رمضان لكننا اليوم نفتقد تلك الذكريات الجميلة".

** ذرف الدموع

أما "نهاية الجندي" النازحة من مخيم نور شمس ورئيسة "جمعية نور شمس لتأهيل المعاقين"، والتي تعد أحد أبرز النشطاء الاجتماعيين في المخيم، فتقول للأناضول: "أصعب لحظة في حياتي كانت أول يوم إفطار برمضان، تحدرت الدموع مني ومن زوجي وابنتي".

الجندي التي تقيم في شقة بسيطة قريبة من مخيمها، تضيف: "هذا الشعور أجزم أن كل النازحين وكل سيدة عاشته، كل صاحبة بيت حتى لو كان وقت الإفطار أمامها أشهى الطعام عاشت الحزن والقهر، كوننا بعيدين عن البيت الذي احتضننا، وأصبحنا بعيدين عن أدواتنا وحياتنا وخصوصيتنا".

وتزيد: "لا يمكن أن أغفر هذا القهر والوجع لمن تسبب به، فما بالك بمن هُدّمت منازلهم وأُحرِقت في أول يوم من شهر رمضان".

وتشير إلى أن رمضان هذا العام مختلف عن المواسم السابقة، وتقول: "كل القيم الإنسانية والاجتماعية، وكل لحظات السكون والعبادة في شهر رمضان غابت بسبب النزوح القسري".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.