Gazze
شمال غزة / محمد أبو دون / الأناضول
- الجيش الإسرائيلي كثف استخدام مسيرات "كواد كابتر" في عمليته العسكرية المتواصلة شمال القطاع منذ أكثر من شهرـ الفلسطيني حسني حجازي من جباليا: قبل نحو أسبوعين رصدت كواد كابتر تحركنا لمنزلنا في جباليا وبدأت بإطلاق النار صوبنا حتى قتلت شقيقي
ـ الفلسطيني أمجد المحلاوي من حي الصفطاوي غرب جباليا: الطائرات المسيرة لا تتوقف عن رمي قنابل الصوت والمتفجرة والدخانية صوبنا
خلال شهر من الإبادة والتطهير العرقي بمحافظة شمال قطاع غزة، كثف الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر" باعتبارها أبرز أداة للقتل المتعمد في بلدة "جباليا" ومحيطها.
ورصد مراسل الأناضول، بناء على معطيات رسمية وميدانية، أن الجيش استخدم على مدى أيام عمليته العسكرية المتواصلة في الشمال، تلك الطائرات لـ"أغراض التصوير وإطلاق النار والقنابل على المواطنين، إضافة لاستعمالها في توجيه أوامر للفلسطينيين بالإخلاء وتشديد الحصار".
وتسببت تلك المُسيرات بمقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، وفق مصادر طبية للأناضول.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
** جندي آلي
ومنذ 7 أكتوبر 2023، وسع الجيش الإسرائيلي استخدام هذه الطائرات التي حولها من أداة للتصوير والمراقبة إلى سلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ووظف الجيش هذه المسيرات التي باتت تحلق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح، جنودا آليين لتنفيذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإصدار أوامر لهم وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.
و"كواد كابتر" طائرات مُسيرة صغيرة الحجم يتم تسييرها إلكترونياً عن بُعد، ويستخدمها الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عمليات استخبارية وعسكرية متعددة.
وعن الجانب الاستخباري، لهذه المسيرات خصائص تكتيكية مختلفة حيث تقوم بعمليات متعددة كالرصد والمتابعة وتعقب الأهداف الثابتة والمتحركة، إذ إنها تزود بكاميرات عالية الجودة.
أما فيما يتعلق بالجانب العسكري، فهذه الطائرة مزودة ببرمجيات وآليات تمكنها من إطلاق النار والقنابل صوب الأهداف ما جعلها سلاحا فتاكا يستخدمه الجيش في إبادة الفلسطينيين.
** قتل وإصابة
عاش الشاب الفلسطيني حسني حجازي تجربة قاسية مع شقيقه محمد إثر ملاحقتهم من قبل طائرة إسرائيلية مُسيّرة "كواد كابتر" في مخيم جباليا، قبل نحو أسبوعين.
يقول حجازي للأناضول، إن تلك المُسيّرة رصدتهم عقب تحركهم تجاه بيت عائلتهما لتفقده في مخيم جباليا، وبدأت بإطلاق النار بكثافة صوبهم.
ويضيف أنهما حاولا الاختباء منها والاحتماء بين ركام المنازل المدمرة، لكنّها ظلت تلاحقهم حتى تمكنت إحدى رصاصتها من إصابة شقيقه محمد "ما أدى لاستشهاده على الفور".
ويشير حجازي إلى أنه لم يتمكن من انتشال جثة شقيقه وقتها ولا حتى بعدها لخطورة المكان ولسيطرة الطائرات المُسيّرة عليه بشكل كامل.
ونجا الشاب الفلسطيني بأعجوبة من تلك المُسيّرة، لافتا إلى أنه ظل محتمياً في أحد المنازل المدمرة آنذاك إلى أن حلّ الليل ما أتاح له التنقل بين الركام خلسة حتى وصل لمكان أكثر أمنا، على حد وصفه.
** قنابل متنوعة
تحدث عدد من الفلسطينيين، للأناضول، عن شهاداتهم بخصوص إلقاء طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية، قنابل بأنواع متعددة تجاه الشوارع والمنازل خلال العملية العسكرية في شمال غزة.
يقول أمجد المحلاوي والذي يسكن في حي الصفطاوي غربي جباليا، إن "الطائرات المُسيرّة لا تتوقف عن رمي قنابل الصوت والمتفجرة والدخانية صوبنا".
ويتابع للأناضول: "الطائرات تلقي تلك القنابل أكثر من مرة خلال اليوم وتقتل وتصيب كل من تصل إليه".
وإضافة إلى ذلك فإن "القنابل تتسبب بدمار كبير في المكان الذي تصيبه وأحياناً تحدث حرائق يتعذر الوصول إليها لإخمادها جراء صعوبة الأوضاع الأمنية هناك ما يفاقم من اشتعالها".
تفاصيل التجربة ذاتها ترويها الفلسطينية تالا عودة التي تقطن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، والتي تقول إن الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة ألقت قبل عدة أيام قنابل حارقة على الطابق الأعلى في البناية التي يقيمون فيها.
وتتابع: "تمكنا من السيطرة على الحريق قبل انتشاره آنذاك، ولولا لطف الله لامتد لكل البناية وأصبحنا في عداد الأموات".
وتصف الطائرات المسيرة بـ"السلاح الفتاك جدا"، لافتة إلى أنه استخدم "بكثرة في العملية العسكرية بجباليا لقتل الناس وترويعهم ودفعهم للنزوح والهجرة، وفق ما أبلغني أحد سكان المنطقة هناك"، كما قالت.
** أوامر وإنذارات
عمد الجيش الإسرائيلي إلى استخدام "كواد كابتر" التي يثبت عليها مكبرات صوت، لتوجيه أوامر وإنذارات للفلسطينيين لإخلاء المنازل ومراكز الإيواء من النازحين في منطقة جباليا ومحيطها.
الشاب الفلسطيني رؤوف موسى، والذي كان نازحاً رفقة أسرته في مدينة "خليفة بن حمد" في منطقة مشروع بيت لاهيا، يقول: "أخلينا مركز الإيواء بعد وصول طائرة كواد كابتر إلينا ومطالبتنا بالخروج مهددة بقصفنا وقتلنا في حال لم نستجب للأوامر".
ويذكر في حديث للأناضول، أن "التجربة مرعبة والصوت كان مخيفا لأن المتحدث عبر المكبر المثبت، هو جندي إسرائيلي ويستخدم لغة لترهيب الناس ودفعهم للنزوح والهجرة قسرياً".
ويصف تجاربه مع طائرات "كواد كابتر" خلال حرب الإبادة قائلاً: "قاسية جداً وهي القاتل الأبرز لنا منذ بداية الحرب".
ويشير إلى أن "الجيش الإسرائيلي يستعملها بكثافة خلال هذه العملية وما سبقها من عمليات كونها تنفذ مهمات رصد وهجوم مشتركة وتفتك بالمواطنين بدقة".
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية على غزة خلّفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.