الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

ناشط حقوقي إفريقي: غزة أعادت فلسطين للواجهة وأوقفت التطبيع مع إسرائيل (مقابلة)

الناشط الحقوقي عضو "ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين" عبد الرحمن سيدي بي للأناضول: شعوب دول غرب إفريقيا تفاعلت على مدى عام كامل عبر مسيرات ومظاهرات مع تطورات القضية الفلسطينية التي باتت ضمن أولوياتها

Mhamed Bakaye  | 03.11.2024 - محدث : 03.11.2024
ناشط حقوقي إفريقي: غزة أعادت فلسطين للواجهة وأوقفت التطبيع مع إسرائيل (مقابلة)

Mauritania

نواكشوط / محمد البكاي / الأناضول

الناشط الحقوقي عضو "ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين" عبد الرحمن سيدي بي للأناضول:
- شعوب دول غرب إفريقيا تفاعلت على مدى عام كامل عبر مسيرات ومظاهرات مع تطورات القضية الفلسطينية التي باتت ضمن أولوياتها
- "طوفان الأقصى" أوقف بشكل شبه كامل كل أشكال التطبيع في إفريقيا بعد أن سعت إسرائيل إلى التغلغل في القارة عبر تمويل مشاريع زراعية
- الجميع في القارة يتحدث فقط عن حرب الإبادة بغزة والعدد الكبير لضحايا العدوان.. وإسرائيل ستواجه صعوبة حين تحاول توسيع نفوذها في إفريقيا

قال الناشط الحقوقي البوركينابي عبد الرحمن سيدي بي إن عملية "طوفان الأقصى" والإبادة الجماعية الإسرائيلية لقطاع غزة أعادتا قضية فلسطين إلى الواجهة في إفريقيا، ووضعتا حدا لمحاولات تطبيع تل أبيب في القارة.

وسيدي بي يرأس منظمة معنية بالدفاع عن القضية الفلسطينية في بوركينافاسو، وهو عضو في "ائتلاف غرب إفريقيا لنصرة القدس وفلسطين".

وهذا الائتلاف هو هيئة أهلية تأسست في نواكشوط عام 2016، وتضم عشرات من منظمات المجتمع المدني بغرب إفريقيا وعددا من الفقهاء والعلماء بالقارة السمراء.

وأضاف سيدي بي، في مقابلة مع الأناضول، أن "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "أحدث الكثير" في إفريقيا، خصوصا في بلدان غرب القارة.

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، حسب الحركة.

وأوضح سيدي بي أن "شعوب دول غرب إفريقيا تفاعلت بشكل كبير على مدى عام كامل مع تطورات القضية الفلسطينية".

و"باتت القضية الفلسطينية ضمن أولويات الكثير من سكان غرب إفريقيا.. الجميع يشاركون في المسيرات والمظاهرات ومختلف الفعاليات التضامنية معها"، كما تابع.

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأزيد من 10 آلاف مفقود، فضلا عن دمار شامل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وقف مسار التطبيع

وحسب سيدي بي فإن "طوفان الأقصى أوقف بشكل شبه كامل كل أشكال التطبيع في القارة الإفريقية".

وزاد بأن "إسرائيل سعت خلال السنوات الماضية إلى التغلغل في القارة عبر تمويل مشاريع في مجالات الزراعة".

واستطرد: "تعرفون أن جميع الدول الإفريقية قطعت علاقتها مع إسرائيل سبعينيات القرن الماضي".

وآنذاك قطعت دول إفريقية علاقتها مع إسرائيل رفضا لاستمرار احتلالها أراض إفريقية، وهي شبه جزيرة سيناء المصرية منذ 1967، والصمت الغربي على نظام الفصل العنصري بدولة جنوب إفريقيا.

وفي عام 1972 قطعت أوغندا علاقاتها مع إسرائيل، ثم تبعتها سبع دول أخرى هي تشاد ومالي والنيجر والكونغو برازافيل وبوروندي وزائير وتوغو، ما مثّل ضربة لمساعي التطبيع الإسرائيلية.

واستدرك سيدي بي: "لكن خلال السنوات الأخيرة بدأت بعض هذه الدول مسارا للتطبيع مع إسرائيل، غير أن طوفان الأقصى أوقف كل مسارات التطبيع".

ودلل على ذلك بالقول: "لم نعد نسمع عن زيارة مسؤول إفريقي لإسرائيل أو حديث عن مساع للتطبيع".

وأردف: "الجميع في القارة الآن يتحدث فقط عن انتهاكات إسرائيل وحرب الإبادة التي تشنها في غزة، والعدد الكبير لضحايا هذا العدوان، وكيف صمد سكان غزة وسط هذا الدمار الهائل".

تأييد لفلسطين

والعديد من المسؤولين في إفريقيا، وفق سيدي بي، "ما زالوا بحاجة لامتلاك الجرأة للتعبير بشكل واضح عن مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية وللمقاومة بشكل خاص".

وتابع: "حين ألتقي بعض المسؤولين الأفارقة يبدون تأييدهم للقضية الفلسطينية، لكنهم لا يمتلكون الجرأة للتعبير عن ذلك بشكل واضح في وسائل الإعلام".

واستدرك: "مع ذلك، تصوّت غالبية الدول الإفريقية في الأمم المتحدة لصالح القرارات الداعمة لفلسطين، وعبَّر عدد من القادة الأفارقة بشكل واضح عن رفضهم للعدوان على غزة".

و"شاهد العالم كيف أن إفريقيا هي التي حركت دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي"، أضاف سيدي بي.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أعلن رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا اعتزام بلاده تقديم "أدلة جديدة" في القضية المرفوعة ضد إسرائيل، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

وحوّلت تل أبيب غزة لأكبر سجن في العالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع حرمان متعمد من الغذاء والماء والدواء.

مظاهر التأييد الشعبي

ووفق تأكيد سيدي بي فإن "التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية تصاعد زخمه بشكل كبير في القارة منذ طوفان الأقصى، وباتت المظاهرات والمسيرات الشعبية تخرج أسبوعيا في العديدة من بلدان إفريقيا".

وأفاد بأن الشعارات التي تُرفع في المسيرات الأسبوعية بمختلف بلدان القارة "تعتبر إسرائيل مجرمة حرب، وتطالب بوقف الإبادة في غزة".

وتحدث سيدي بي عن تنظيم حملات تبرع في دول إفريقية عديدة لصالح الفلسطينيين في غزة، ولفت إلى "استقبال قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحفاوة حين يزورن أي بلد إفريقي".

وختم بالتشديد على أن "إسرائيل ستواجه صعوبة في المستقبل حين تحاول توسيع نفوذها في القارة الإفريقية".

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.