دولي, التقارير

بجولات سياحية.. بريطاني يعرف العالم بإرث المسلمين في لندن (تقرير)

خلال الجولات السياحية التي يرافقها، يروي المرشد السياحي البريطاني عبد المالك تايلور، القصص التاريخية التي توثق آثار المسلمين والأتراك في بريطانيا.

Behlül Çetinkaya, Hişam Sabanlıoğlu  | 19.03.2025 - محدث : 19.03.2025
بجولات سياحية.. بريطاني يعرف العالم بإرث المسلمين في لندن (تقرير)

Greater London

لندن / بهلول جتين قايا / الأناضول

- عبد المالك تايلور يعد أول مرشد سياحي ينظم جولات لأكثر من 50 موقعا تعج بتاريخ المسلمين في لندن، قال للأناضول:
- أول صلاة عيد أُقيمت في لندن عام 1894 بمنطقة تشينغفورد، واللورد هنري ستانلي اعتنق الإسلام أثناء عمله دبلوماسيا بإسطنبول ليصبح أول مسلم بالبرلمان البريطاني وحمل اسم عبد الرحمن
- المدفع العثماني بساحة عرض فرقة الحرس الملكي للخيالة مكتوب عليه: "سلطان العصر العظيم وقائده سليمان. عندما تزأر الأسلحة كالتنين وتبرق كالرعد، تُدك حصون الأعداء. سنة 931 هـ"

خلال الجولات السياحية التي يرافقها، يروي المرشد السياحي البريطاني عبد المالك تايلور، القصص التاريخية التي توثق آثار المسلمين والأتراك في بريطانيا.

تايلور الذي اعتنق الإسلام في سن 18 بعد نشأته هندوسيا متدينا، يحكي للسياح قصصا متنوعة عن المدفع العثماني واللورد البريطاني المسلم وإقامة أول صلاة للعيد بتنظيم من سفارة الدولة العثمانية في لندن.

ويعد تايلور أول من نظم جولات سياحية متخصصة في تتبع تاريخ المسلمين في بريطانيا، إذ يقود جولات تشمل نحو 50 موقعا تاريخيا لا سيما في العاصمة لندن، لتسليط الضوء على إرث المسلمين في المملكة المتحدة.

وفي حديثه للأناضول، أوضح تايلور أنه خلال الجولات السياحية لا يكتفي بعرض المواقع التاريخية، بل يروي القصص التي عاشها المسلمون في تلك الأماكن، مسلطا الضوء على الشخصيات الإسلامية التي أثرت في التاريخ البريطاني.

** تحول ديني غير متوقع

وروى تايلور أنه بدأ صيام رمضان بدافع الفضول وهو في سن 17 عاما، قبل أن يقرر اعتناق الإسلام بعد عام واحد، إثر تعرفه على مسلم قبرصي اصطحبه إلى مسجد "رمضان" في شمال لندن.

وأضاف: "كانت لحظة التردد التي سبقت نطقي بالشهادتين، والتي استغرقت خمس ثوان، وكأنها بلا نهاية".

وتابع: "نشأت هندوسيا متدينا، وعشت في حي يهودي في هاكني، ودرست في مدرسة تابعة لكنيسة إنجلترا، لكن الدين الذي كنت أقل تعرضا له كان الإسلام، وهذا ما جعلني أبحث فيه أكثر".

وأشار إلى أن تقبُّل عائلته قرار اعتناقه للإسلام "لم يكن أمرا سهلا"، إذ واجه "رفضا قاسيا" بلغ حد الاعتداءات الجسدية ومحاولة قتله، ما دفعه لمغادرة المنزل واللجوء إلى المسجد.

وبعد أن لاحظ قلة معرفة البريطانيين بتاريخ المسلمين في بلادهم، بدأ تايلور البحث عن آثار المسلمين في بريطانيا، ليقوم بعدها بتنظيم جولات سياحية تهدف إلى إحياء هذا الإرث التاريخي وتعريف الناس به.

** أول صلاة عيد في لندن

وتحدث تايلور عن بعض الأحداث التاريخية والمواقع المثيرة التي اكتشفها خلال الأبحاث التي أجراها عن تاريخ المسلمين في بريطانيا، وقال: "أول صلاة عيد في لندن أُقيمت عام 1894 في منطقة تشينغفورد".

وأضاف: "عندما اكتشفت ذلك أثناء بحثي كدت أسقط عن الكرسي من شدة الدهشة. نشأتُ بالقرب من هذا المكان، لكنني لم أسمع بهذه المعلومة من قبل، وعندما أخبرت رئيس البلدية، تفاجأ هو الآخر".

وأوضح أنه بفضل الجهود التي بذلها، تم وضع لوحة زرقاء على الفندق الموجود حاليًا في الموقع الذي أقيمت فيه صلاة العيد، لتذكير الناس بهذه الحادثة التاريخية، كما أصبح المكان نقطة جذب سياحية.

وجرى تنظيم الصلاة من قبل السفارة العثمانية في لندن وجمعية "انجمن إسلام" (لمسلمي الهند)، وفق المرشد السياحي البريطاني.

وأوضح أنه من خلال جمعه لمثل هذه المعلومات، تمكن من تنظيم حوالي 50 جولة سياحية تسلط الضوء على مساهمات المسلمين في إنجلترا والعالم بمجالات الثقافة والفن والعلوم.

** أول لورد مسلم في بريطانيا

وأضاف تايلور أن برلمان المملكة المتحدة من بين الأماكن التي تروي قصصا تاريخية مهمة عن المسلمين في بريطانيا، ومن أبرزها قصة اللورد هنري ستانلي، أحد النبلاء الذين كانوا يملكون أراضي شاسعة وحق توريث لقب اللورد.

اعتنق اللورد ستانلي الإسلام أثناء عمله دبلوماسيا في إسطنبول، ليصبح أول لورد مسلم في بريطانيا وأول عضو مسلم في البرلمان البريطاني.

وأوضح أن ستانلي حمل اسم "عبد الرحمن" بعد إسلامه، وأغلق 3 حانات كانت قائمة في ممتلكاته بمدينة ويلز، كما استخدم نوافذ زجاجية ملونة تحمل طابع الفن الإسلامي أثناء ترميم مجموعة من الكنائس التي كانت مقامة ضمن أملاكه.

** شرطي تركي في لندن

ووفقا لأبحاث تايلور، فإن اسم عائلة "مصري" الذي كان لقبا لأحد الأتراك في شرطة لندن، أصبح لقبا يُطلق على رجال الشرطة غير البريطانيين في شرطة لندن.

وأضاف: "كان هذا الشرطي من أصول قبرصية تركية، وينتسب لعائلة تحمل لقب ‘مصري‘، والتحق بشرطة العاصمة البريطانية عام 1967، ليصبح أول شرطي مسلم وأول شرطي تركي في المملكة المتحدة".

استمر الشرطي في الخدمة حتى عام 1979، حيث كُلف بمتابعة القضايا التي تتعلق بالمهاجرين، نظرا لإتقانه بعض اللغات الأجنبية، وفق تايلور.

وخلال تتبعه لمسيرة "مصري" فوجئ تايلور بأن رجال الشرطة الذين جاؤوا بعده لا يزالون يعرفونه، مشيرا إلى أن الضباط القدامى كانوا يقولون عند الحاجة إلى شرطي من خلفية غير بريطانية اسم "مصري"، واستمر الاسم يُستخدم بهذا المعنى في صفوف الشرطة.

** بصمات الأصابع

وعلى الرغم من أن شرطة لندن تُعرف بأنها أول من استخدم بصمات الأصابع في تحديد هوية المجرمين، فإن كثيرين لا يعرفون أن شرطيا مسلما يقف خلف هذا الابتكار.

وذكر تايلور أن استخدام بصمات الأصابع في التحقيقات الجنائية، والذي نُسب إلى قائد شرطة لندن بين عامي 1903 و1918، السير إدوارد هنري، يعود أصله إلى الهند.

وأوضح أن هنري تعلم نظام استخدام البصمات خلال عمله في مدينة كلكتا من الشرطي المسلم "غازي عزيز الحق"، الذي لم يحظَ بشهرة كبيرة في العالم الإسلامي، إلا أن اسمه كُرّم لاحقًا في بريطانيا من خلال جائزة تقدمها الجمعية البريطانية لعلوم الأدلة الجنائية.

** مدفع عثماني

وفي قلب لندن، توجد ثلاثة مواقع تحمل آثارا عثمانية، من بينها المدفع العثماني في ساحة عرض فرقة الحرس الملكي للخيالة.

وينظم تايلور جولات خاصة إلى هذا المدفع، عارضا على المشاركين الكتابة المنقوشة على المدفع، والتي تُظهر أنه صُنع عام 1524، بينما نُقل إلى إنجلترا عام 1801.

المدفع الذي صُنع في عهد السلطان سليمان القانوني، يحمل نقشا بارزا جاء فيه: "سلطان العصر العظيم وقائده سليمان. عندما تزأر الأسلحة كالتنين وتبرق كالرعد، تُدك حصون الأعداء. سنة 931 هـ".

** ميدان "طرف الغار"

وتشير أبحاث تايلور إلى أن الاسم الشهير لميدان "ترافلغار" وسط لندن، مشتق من المصطلح العربي "طرف الغار"، وسُمّي الميدان بهذا الاسم نسبة إلى معركة "طرف الغار" البحرية، حيث انتصر البريطانيون على الإسبان قبالة السواحل الجنوبية لإسبانيا.

وفي الميدان المذكور، يوجد تمثال الأميرال هوراشيو نيلسون، بطل تلك المعركة، ويعلو التمثال عمود يبلغ ارتفاعه حوالي 52 مترا.

وتوجد شارة على قبعة الأميرال نيلسون تُعرف باسم "الإكليل"، والتي منحها له السلطان العثماني سليم الثالث، تقديرا لدوره في الدفاع عن مصر ضد الفرنسيين في معركة النيل.

وكان الإكليل المزين بالألماس، يُعرض في متحف البحرية بمدينة غرينيتش البريطانية، إلا أنه سُرق عام 1950 ولم يُعثر عليه منذ ذلك الحين.

** محطة "تشيرينغ كروس"

وتحمل محطة تشيرينغ كروس القريبة من ميدان ترافالغار بصمة عثمانية بارزة، حيث إنها المكان الذي نزل فيه السلطان عبد العزيز، ليكون بذلك أول سلطان عثماني يزور بريطانيا.

وبحسب تايلور، كان استقبال السلطان في لندن حافلًا، حيث ألقت النساء الزهور والمناديل في طريقه ترحيبا به، كما تلقى دعوات لحضور العديد من الفعاليات الرسمية.

ومن بين المناسبات التي حضرها السلطان عبد العزيز، العشاء الرسمي الذي أقامته بلدية لندن في مبناها التاريخي "غيلدهول".

ويوضح تايلور أن شوارع لندن زُيّنت خلال تلك الفترة بأعلام المملكة المتحدة والدولة العثمانية، فيما عرضت المطاعم بالمدينة قائمة الطعام الخاصة بالعشاء الذي أقيم تكريما للسلطان في 18 يوليو/ تموز 1867.

كما قام وقتها حرفيون بريطانيون بصناعة ميداليات خاصة بهذه المناسبة، نُقش على إحدى جهتيها كاتدرائية القديس بولس، وعلى الجهة الأخرى مسجد آيا صوفيا، تخليدا للزيارة التاريخية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın