Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
حمزة يوسف للأناضول:- أنا مندهش ومصدوم من رؤية المتطرفين يرمون المساجد بالحجارة ويرددون هتافات معادية للإسلام
- العامل الأساسي للعنف في بريطانيا هم السياسيون الذين جرَّدوا المهاجرين من إنسانيتهم واستخدموا الاسلاموفوبيا
- لا أريد مغادرة اسكتلندا لأنها بلدي وسأظل أحبها ولكني أب وزوج أولا ومن واجبي حماية أسرتي
- إيلون ماسك حول منصة إكس إلى مكب للمعلومات المضللة
قال رئيس وزراء اسكتلندا السابق حمزة يوسف، إنه لم يعد متأكدا مما إذا كانت بريطانيا "بلدا آمنا" له ولأسرته بعد الأحداث العنصرية المناهضة للمسلمين التي شهدتها أنحاء متفرقة من بريطانيا 29 يوليو/ تموز الماضي.
وفي حوار مع الأناضول، تحدث يوسف عن أعمال العنف اليمينية المتطرفة التي استهدفت المسلمين عقب حادثة طعن بالسكين في ساوثبورت أواخر يوليو الماضي.
وأعرب رئيس وزراء اسكتلندا السابق عن دهشته وصدمته من "رؤية المتطرفين يرمون المساجد بالحجارة ويرددون أشد الهتافات إثارة للاشمئزاز ومعاداة للإسلام، ويشعلون النار في فنادق يعيش فيها لاجئون".
ووصف تلك الأحداث بأنها "أبشع مستوى من العنف" شهده طوال حياته في بريطانيا.
ويتعرض المسلمون والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا لاعتداءات في الآونة الأخيرة وأصبحوا مستهدفين بسبب الأحداث التي أشعلها اليمينيون المتطرفون منذ يوليو الماضي.
وفي أعقاب حادثة قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه فيه لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.
ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه شاب رواندي عمره 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، إلا أ، جماعات يمينية متطرفة نظمت مظاهرات في أنحاء البلاد ضد المسلمين والمهاجرين.
** "السياسيون هم السبب"
رئيس وزراء اسكتلندا السابق قال إن "العامل الأساسي للعنف في بريطانيا هم السياسيون الذين جرَّدوا المهاجرين من إنسانيتهم لسنوات، واستخدموا الاسلاموفوبيا والقوالب النمطية المعادية للإسلام، بمن فيهم وزيرة الشؤون الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان".
وأفاد بأن "معاداة المسلمين أصبحت ظاهرة متأصلة ومنهجية في المجتمع البريطاني".
وانتقد يوسف زعيم "حزب بريكست" البريطاني نايجل فاراج، واصفا إياه بأنه "مثال كلاسيكي لكل ما هو خطأ في الخطاب السياسي".
وقال السياسي الأسكتلندي: "نايجل فاراج يكسب رزقه والكثير من المال من الإسلاموفوبيا".
ولفت إلى انتخاب فاراج عضوا في البرلمان البريطاني إلى جانب كثير ممن أدلوا بتصريحات مناهضة للمهاجرين والمسلمين في الماضي، متسائلا عن مفاد تلك الرسالة التي يقدمها الناخب البريطاني للعامة.
** "بريطانيا ليست آمنة"
وأوضح يوسف أنه يعتقد أن "بريطانيا ليست بلدا آمنا" له ولأسرته، رغم أنه ولد في اسكتلندا وعاش فيها طوال حياته وصار رئيس وزرائها وزعيما للحزب الوطني الاسكتلندي لأكثر من عام.
وفي تعليقه على رغبة كثير من المسلمين في الرحيل من بريطانيا، قال يوسف: "لا أريد المغادرة لأن اسكتلندا بلدي. أنا أحبها وسأظل أحبها دائما، وستكون دائما المكان الذي ينتمي إليه قلبي، لكنني أب وزوج أولا وقبل أي شيء".
وأضاف: "يجب أن يكون واجبي حماية أطفالي وأسرتي واليقين من أنني أفعل ما هو لصالحهم".
وأردف: "لا أخطط للمغادرة، لكنني وكل مسلم أعرفه، نطرح سؤالا: هل بريطانيا مكان آمن للمسلمين؟ بالتأكيد لا أشعر بذلك".
وعن أسباب استقالته من منصبه، قال يوسف: "يجب أن أقول إنني فخور باسكتلندا لأنها بلد متسامح، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد عنصرية أو كراهية للإسلام".
وأوضح رئيس وزراء اسكتلندا السابق أن سبب استقالته هو "عدم قدرته على الحفاظ على اتفاق الائتلاف أو التعاون مع حزب الخضر".
وأعرب عن سروره بتصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بشأن عدم تسامح الحكومة مع الهجمات ضد المسلمين.
وشدد على أن "الاعتقالات فقط لا تكفي، بل يجب بموجب القانون حظر المنظمات العنصرية اليمينية المتطرفة والمتعصبة للبيض".
** معلومات مضللة
وفي تعليقه على تصريح إيلون ماسك، بشأن الأحداث العنصرية في بريطانيا والتي قال فيها إن "الحرب الأهلية أمر لا مفر منها في بريطانيا"، قال يوسف: "أعتقد أن إيلون ماسك يريد اندلاع حرب أهلية. وآمل وأدعو الله ألا تكون هناك حرب أهلية. ولا أعتقد أن ذلك سيحدث".
وأضاف يوسف: "ماسك ضخم نظريات المؤامرة اليمينية المتطرفة المتعلقة بتفوق العرق الأبيض، على الرغم من أنه يعلم بالطبع أنها غير صحيحة".
وقال يوسف إن ماسك "حول تويتر، المعروف حاليا باسم إكس، إلى مكب للمعلومات المضللة".
وشدد رئيس وزراء اسكتلندا السابق على "ضرورة تنظيم حكومة المملكة المتحدة شركات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل وأكثر شمولا حتى لا تنتشر الكراهية بسهولة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.