
Madrid
مدريد / شينهان بوليلي - عمر عاشور جوخدار / الأناضول
** سفير فلسطين لدى مدريد حسني عبد الواحد:- ترامب يفعل ببلدي عكس ما يفعله أو قال إنه سيفعله من أجل بلده
- إخلاء غزة من أهلها يتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان
- إذا كان ترامب يريد إنشاء منتجع سياحي فليفعل ذلك في بلده
- ما يحدث في غزة يمكن أن يحدث في مكان آخر بالعالم
وصف سفير فلسطين لدى مدريد حسني عبد الواحد، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم بأنها "جريمة حرب".
والثلاثاء، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في القطاع الفلسطيني.
وفي مقابلة مع مراسل الأناضول، بمقر السفارة الفلسطينية في العاصمة الإسبانية مدريد، قال عبد الواحد إن "السيد ترامب يفعل ببلدي عكس ما يفعله أو قال إنه سيفعله من أجل بلده".
وأوضح عبد الواحد أن ترامب، يقوم من ناحية بترحيل المهاجرين من بلاده، ومن ناحية أخرى يريد إجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم وتحويلهم إلى لاجئين.
وشدد على أن "التهجير القسري والتطهير العرقي كلاهما جريمة حرب، والسيد ترامب يصر على ارتكاب جرائم حرب".
** أمر غير منطقي
وأكد عبد الواحد أن الفلسطينيين في غزة قرروا البقاء على أرضهم، وأن محاولة جعلها خالية من أهلها، ومطالبتهم بالذهاب إلى أماكن أخرى، وجلب أشخاص آخرين لتحويلها إلى "مدينة استعمارية"، إنما هو "أمر غير منطقي ويتعارض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان".
وتساءل عبد الواحد: "بأي سلطة يستطيع الرئيس الأمريكي ترامب اتخاذ قرارات نيابة عن العالم كله ودول وشعوب أخرى؟".
وذكر أن خطة ترامب للاستيلاء على غزة ليست فكرة جديدة، حيث طرحت إسرائيل أفكارًا مماثلة في الماضي.
** إصرار فلسطيني
وأكد عبد الواحد أن الفلسطينيين في غزة ردوا دائمًا بطريقة قوية على هجمات إسرائيل، وعودتهم إلى منازلهم المدمرة هي دليل على ذلك.
وقال: "البقاء على أرضنا هو خيارنا، وإذا كان السيد ترامب يريد إنشاء منتجع سياحي، فليفعل ذلك في بلده، فقطاع غزة جميل بسكانه. وبدون سكانه، لا يمكن أن يكون بهذا القدر من الجمال".
من ناحية أخرى، انتقد عبد الواحد دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، وما زالت تتبنى مواقف مؤيدة لإسرائيل في هجماتها على غزة، مثل فرنسا وألمانيا.
وتابع: "هاتان الدولتان (ألمانيا وفرنسا) تدعمان حل الدولتين، لكنهما تتخذان موقفًا لا يتوافق مع سياساتهما. إذا كانت سياستهما هي حل الدولتين، فيجب أن يظهرا ذلك من خلال خطوات سياسية".
** الدولة الفلسطينية
وشكر عبد الواحد إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا، التي اعترفت أخيرا بدولة فلسطين، ودعا الدول الأخرى إلى القيام بذلك.
وأردف: "يجب عليها اتخاذ هذه الخطوة في أقرب وقت ممكن وبثقة، لأن الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين سيجلبان السلام والأمن والازدهار والاستقرار للعالم أجمع. دولة فلسطين هي ضمان ذلك".
عبد الواحد الذي ولد في مخيم للاجئين في فلسطين، أشار إلى أن عدد القتلى في الإبادة الجماعية التي ارتكبها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 "مؤلم جدًا ويصل إلى مستوى ينذر بالخطر".
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
** دعوة للحذر
ودعا عبد الواحد العالم كله إلى أن يكون أكثر حذرًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن المكسيك وكندا وغرينلاند.
وقال: "القتلى والمفقودون والجرحى في غزة يشكلون ما يقرب من 15 في المئة من السكان. نحن نحذر العالم كله؛ لقد تم استخدام غزة كمختبر. إذا لم يتم احترام القانون الدولي والقانون الإنساني والاتفاقيات الدولية، فإن ما يحدث في غزة يمكن أن يحدث في مكان آخر".
وأوضح أن "الدول التي تعتبر القانون الدولي وقيم حقوق الإنسان مبادئ أساسية وتفخر بذلك، لا يمكن أن تظل صامتة تجاه ما يتم فعله بفلسطين والشعب الفلسطيني".
** كتاب الأناضول "الدليل"
وخلال المقابلة، قدم ممثل وكالة الأناضول في مدريد شينهان بوليلي، للسفير الفلسطيني، كتاب "الدليل" الذي يحتوي على صور توثيقية لجريمة استخدام إسرائيل لقنابل الفوسفور الأبيض في هجماتها على غزة.
وأعرب السفير عبد الواحد عن شكره للأناضول حيال جهودها.
وسبق للأناضول أن أصدرت كتاب "الدليل" الذي يحتوي صورا تبرز "الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية" في غزة، كانت من بين الأدلة المقدمة في قضية "الإبادة الجماعية" التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.