يونيسف: 1.3 مليون طفل دون الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر المجاعة
حذرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل، الخميس، من أن نحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر المجاعة، وسط "معاناة لا تُصدق وعنف مروع".

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل:- أكثر من 30 مليون شخص في السودان أي ما يعادل ثلثي السكان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام منهم 16 مليون طفل
- 16.5 ملايين طفل أصبحوا خارج المدرسة
- أنتج الصراع في السودان على مدار قرابة عامين "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم"
حذرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل، الخميس، من أن نحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر المجاعة، وسط "معاناة لا تُصدق وعنف مروع".
وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، قالت راسل، إن "أكثر من 30 مليون شخص في السودان، أي ما يعادل ثلثي السكان، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية خلال العام الجاري، منهم 16 مليون طفل".
وأضافت أن نحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعيشون في بؤر المجاعة، وأن 3 ملايين طفل في نفس الفئة العمرية "معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة".
وشددت المسؤولة الأممية على أن 16.5 ملايين طفل، أي "جيل كامل تقريبا"، أصبحوا خارج المدرسة.
وأشارت إلى أن أطفال السودان يكابدون "معاناة لا تُصدق وعنفا مروعا"، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والمجاعة وسوء التغذية وغير ذلك من الانتهاكات لحقوقهم الأساسية.
ولفتت راسل، إلى أن الصراع في البلاد على مدار قرابة عامين أنتج "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم".
وأضافت: "هذه ليست مجرد أزمة، بل هي أزمة متعددة الجوانب تؤثر على كافة القطاعات، من الصحة والتغذية إلى المياه والتعليم والحماية".
ولفتت راسل، إلى أن اليونيسف تتلقى تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال المحاصرين في هذا الصراع، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة.
وخلال الفترة الممتدة بين يونيو/ حزيران وديسمبر/ كانون الأول 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال بالسودان، حسب المصدر نفسه.
واستطردت راسل: "للأسف، نعلم أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الواقع".
وأضافت أن الاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة له تأثير مدمر على الأطفال، وسيستمر تأثيرها على المجتمعات بعد انتهاء الحرب.
كما حذرت راسل، من أن "الصراع بالسودان يشهد أيضا انهيارا لسيادة القانون، وإفلاتا تاما من العقاب على الأذى المروع الذي يلحق بالأطفال".
وأضافت: "في السودان اليوم، ينتشر العنف الجنسي، ويُستخدم لإذلال شعب بأكمله والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسرا وإرهابه".
وفي الوقت الحالي، يُقدر أن 12.1 مليون امرأة وفتاة وعددا متزايدا من الرجال والفتيان معرضون لخطر العنف الجنسي، ما يشكل "زيادة بنسبة 80 بالمئة عن العام السابق"، وفق راسل.
ووفقا للبيانات التي حللتها اليونيسف، تم الإبلاغ عن 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال خلال 2024 في 9 ولايات.
وفي 16 من هذه الحالات، كان الأطفال دون سن الخامسة وأربعة ورضع دون سن عام واحد.
وأكدت أن "البيانات لا تقدم سوى لمحة عن أزمة أكبر وأكثر تدميرا، حيث لا يرغب الكثيرون أو لا يستطيعون الإبلاغ، بسبب تحديات الحصول على الخدمات، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو خطر الانتقام".
وفي معرض وصفها لحجم وخطورة الأزمة بالسودان، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف إنهما يتطلبان تهدئة عاجلة للنزاع، واستئناف حوار سياسي يُنهي النزاع نهائيا، ووصولا إنسانيا غير مقيد عبر الحدود، وخطوط النزاع لمكافحة المجاعة، والتخفيف من حدتها، وتلبية الاحتياجات العاجلة لملايين الأشخاص الضعفاء.
وشددت راسل، على ضرورة أن يقف العالم متحدا في الدعوة إلى حماية الأطفال والبنية التحتية، التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الأساسية".
وأكدت على ضرورة وقف جميع أشكال الدعم العسكري للأطراف، وضمان استمرار اليونيسف وجميع المنظمات الإنسانية الأخرى بتقديم خدماتها للأطفال في السودان.
والأربعاء، أعلنت اليونيسف، عبر حسابها على منصة إكس، أن حوالي 3.3 ملايين طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في السودان.
وقالت مديرة اليونيسف، إن هناك 5 ملايين طفل نازح في البلاد، و17 مليون طفل خارج المدرسة لما يقارب السنتين جراء الحرب المستمرة في البلاد، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
بدورها، قالت مديرة برنامج الطوارئ باليونيسف لوسيا إلمي، إن مستوى الأزمة في السودان "غير مسبوق".
وفي 13 فبراير/ شباط الماضي، حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من أن نصف سكان السودان (24.6 ملايين شخص)، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 8.5 ملايين شخص يواجهون حالة طوارئ أو حالة شبيهة بالمجاعة.
ويشهد السودان حربا بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 ما خلّف أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.