دونالد ترامب.. قطب العقارات يعود إلى البيت الأبيض (بروفايل)
من المقرر أن يؤدي ترامب اليمين في يناير/ كانون الثاني 2025 ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة..
New York
نيويورك/ مجاهد أوكطاي/ الأناضول
تمكن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفقا لنتائج غير رسمية، ليواصل لفت الأنظار بالدعاوى القضائية المرفوعة ضده وتصرفاته، فضلا عن موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية.
ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، فاز في 26 ولاية من أصل 50، بما في ذلك الولايات المتأرجحة مثل كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وجورجيا، متفوقًا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
ومن المقرر أن يؤدي ترامب اليمين في يناير/ كانون الثاني 2025 ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
يُعرف ترامب بقصة حياة مثيرة بدءا من إمبراطورية العقارات وصولًا إلى دخوله عالم السياسة، حيث تم انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في عام 2016 وأصبح محط جدل بسبب قراراته السياسية والقضايا القانونية التي لا تزال تلاحقه حتى اليوم.
في عام 2020، خسر ترامب الانتخابات الرئاسية في ظل جائحة كورونا التي شهدها العام في أواخر فترة ولايته، ولكن رفض الاعتراف بالنتائج حينها، وادعى وجود تزوير في الانتخابات.
وكانت حادثة اقتحام الكونغرس في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 من أبرز الأحداث التي أثرت بشكل كبير على الحياة السياسية الأمريكية فقد عمقت الاستقطاب السياسي بين الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
خضع ترامب للمحاكمة على خلفية اقتحام الكونغرس وواجه خطر الحظر من الترشح للرئاسة مرة أخرى، لكنه تغلب على هذه العقبة بقرار المحكمة العليا لصالحه، ودخل السباق الرئاسي لعام 2024 وانتخب مرشحا للحزب الجمهوري.
ولد ترامب في مدينة نيويورك عام 1946، ودرس المرحلة الجامعية في قسم الاقتصاد بجامعة "بنسلفانيا" وتخرج فيها عام 1968.
ترامب هو الابن الرابع لرجل الأعمال والمستثمر العقاري في مدينة "نيويورك" فريد ترامب، وأصبح المرشح المفضل لخلافة والده بعد أن اختار شقيقه الأكبر فريد أن يصبح طيارا.
وتولى إدارة شركة والده الذي كان يعمل في مجال العقارات عام 1971، وقام بتغيير اسمها فيما بعد إلى "مؤسسة ترامب".
نقل المقر الرئيسي لشركته إلى حي منهاتن بنيويورك، ووصل إلى الشهرة خلال فترة قصيرة عبر الفنادق التي أنشأها.
لم تقتصر شهرته على العقارات والفنادق، بل زادت من خلال البرنامج الذي أعده في 2004 على قناة "إم بي سي" الأمريكية، بعنوان "المتدرب".
وخلال البرنامج، تنافس المتسابقون للحصول على وظيفة إدارية داخل "مؤسسة ترامب"، الذي استمر لمدة 14 موسما.
تزوج ترامب ثلاث مرات، كان آخرها من زوجته الحالية ميلانيا، حيث عقدا قرانهما في 2005، ولديه 5 أولاد من زوجاته الثلاث.
رغم افتقاد ترامب لأي ماض سياسي، إلا أنه نجح في اقتناص تذكرة الحزب الجمهوري الوحيدة للترشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب، بعد انتخابات تمهيدية تغلب فيها على منافسه السناتور "تيد كروز" عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس.
ومنذ إعلان نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية في يونيو/ حزيران 2015، أثار ترامب جدلا محليا ودوليا في خطاباته الحادة ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، أو تصريحاته العنصرية ضد اللاجئين والمسلمين.
كان يهدف ترامب حينها، الذي لفت الأنظار حوله عبر خطاباته الحادة، لأن يكون أول رئيس لا يتمتع بماض سياسي يتسلم سدة الحكم في البلاد.
وبالفعل أدى ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني 2017، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، بعد حصوله على 276 صوتاً مقابل 218 لهيلاري كلينتون.
منذ توليه الرئاسة، لم تتوقف معارك ترامب السياسية، فكان أبرزها قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.
ورغم أن تقرير المحقق المستقل في القضية روبرت مولر، "لم يجد تواطؤا" بين حملة ترامب والروس، إلا أنه أشعل معركة محاكمته.
إذ وجه الديمقراطيون إلى ترامب، تهمتي إساءة استخدام منصبه، وعرقلة عمل الكونغرس، في 18 ديسمبر/كانون أول 2019.
كما أثيرت قضية الإقالة في الكونغرس، عقب مزاعم بشأن سعي ترامب للحصول على خدمات سياسية من السلطات الأوكرانية، مقابل تقديم المساعدة لكييف.
كان نقله السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس وفرضه قيودًا على دخول مواطني بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة من بين قرارات ترامب الأكثر إثارة للجدل في السياسة الخارجية.
لم تقتصر معارك ترامب على الصعيد الداخلي فقط، بل امتدت لدول في قارات مختلفة، فمن قضية بناء الجدار العازل مع المكسيك، إلى حربه التجارية مع الصين، ومعركة عقوباته على إيران.
هذه القضايا وغيرها أدار ترامب جانبا كبيرا منها عبر حسابه على "تويتر"، الذي اتخذه سلاحا له، لتصفه صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه "يُدمن استخدام تويتر، واستخدمه كأداة من أدوات حكمه، بما يشبه المدفع في يده يطلق منه النيران على خصومه وقت ما يشاء".
معارك ترامب الخارجية لم تقتصر على الواقع الافتراضي فقط، بل امتدت للواقع الفعلي كاغتيال طائرة أمريكية لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
- العلاقات مع بوتين
من ناحية أخرى، زعم الصحفي الأمريكي بوب ودورد أن ترامب واصل علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020.
وفي كتابه "الحرب" ذكر ودورد أن الرئيس السابق أرسل سرا مجموعة اختبار كوفيد-19 إلى بوتين من الحصة المخصصة لاستخدامه الشخصي خلال ذروة الوباء.
وأضاف أن ترامب، بعد ترك منصبه، واصل اتصالاته مع بوتين، وأجرى ما لا يقل عن 7 مكالمات هاتفية معه.
وأشار ترامب، الذي أكد مرارا أن لديه "علاقة جيدة للغاية" مع بوتين، إلى أن مزاعم ودورد لا أساس لها من الصحة، لكن عقد اجتماع مع بوتين سيكون أمرا ذكيا بالنسبة للولايات المتحدة.
وقال ترامب أيضا عن بوتين: "لم يكن لروسيا من قبل رئيس يُكنّ له الاحترام".
- إنهاء الحرب في أوكرانيا
خلال حملته الانتخابية، صرح ترامب أنه يريد جمع الأطراف في الحرب الروسية الأوكرانية على طاولة واحدة، ووعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا في اليوم التالي من انتخابه.
وأعرب بوتين عن استعداده للتفاعل مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية، وأكد أن اتجاه العلاقات الثنائية بعد الانتخابات يعتمد على الولايات المتحدة.
في المقابل، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "أعظم مسوق في التاريخ" وذكر أن "زيلينسكي حصل على 60 مليار دولار في كل مرة جاء فيها إلى الولايات المتحدة".
- الاجهاض والهجرة غير الشرعية
تعتبر قضية الإجهاض إحدى أكثر القضايا التي أثارت انتقادات ضد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.
ترامب، الذي دعا سابقا إلى فرض حظر على الإجهاض بعد الأسبوع الـ15، قال في 8 أبريل/ نيسان 2024، إنه يعتقد أن القرار بشأن هذه القضية يجب أن يُترك لسلطة الولايات.
وأثار ترامب باستمرار قضية المهاجرين غير الشرعيين، زاعما أن المهاجرين يشكلون واحدا من أكبر التهديدات لأمن الولايات المتحدة.
وأضاف أن هناك العديد من "القتلة والمغتصبين وتجار المخدرات" بين أولئك الذين دخلوا البلاد من الحدود المكسيكية".
واتهم ترامب إدارة الرئيس جو بايدن بجعل حدود البلاد غير آمنة، ووعد بنشر الحرس الوطني وإنفاذ القانون المحلي للقضاء بسرعة على أعضاء العصابات الأجنبية غير الشرعية والمجرمين، كما وعد بتوفير نظام هجرة "قائم على الجدارة".
- وعود ترامب الاقتصادية
خلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة وخفض الضرائب وزيادة إنتاج الوقود الأحفوري، مشيرا إلى إن "مزيجا من التجارة العادلة وتخفيضات الضرائب وتخفيض القواعد التنظيمية ووفرة الطاقة سيمكن الولايات المتحدة من إنتاج المزيد من السلع بشكل أفضل وأرخص".
ومن المتوقع أن يواصل ترامب في اتخاذ موقف حمائي بشأن التجارة لدعم المصالح الأمريكية.
ويعتزم ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 60 بالمئة على البضائع القادمة من الصين ورسوم جمركية تتراوح بين 10 و20 بالمئة على البضائع المستوردة من دول أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، يخطط ترامب لخفض معدل الضريبة الفيدرالية على الشركات من 21% إلى 15% خلال فترة ولايته الجديدة، فضلاً عن وعد بالسماح بخصم الفوائد على قروض السيارات من الضرائب.
ويعتزم ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، كما فعل في رئاسته السابقة، كما يعتقد أن الرئيس الأمريكي يجب أن يكون له "كلمة" في قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويرى ترامب أن هناك طرقًا أخرى لخفض التضخم غير رفع أسعار الفائدة، وأنه ينبغي خفض أسعار الفائدة بشكل عام.
- استخدام لغة حذرة في تصريحات السياسة الخارجية
حرص ترامب خلال حملته الانتخابية على استخدام لغة حذرة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
وكان دائما ما يصف جو بايدن بأنه رئيس سيئ، متهما إياه بجر العالم إلى الفوضى بسبب مواقفه تجاه أوكرانيا والشرق الأوسط.
وانتقد ترامب الحكومة الديمقراطية لدعمها أوكرانيا في حربها مع روسيا، حيث قال في أكثر من مرة: "لو كنت رئيسًا، لما سمحت لأوكرانيا وروسيا بالقتال."
وعلى الرغم من قراره جعل القدس عاصمة لإسرائيل في فترته رئاسته الأولى، فقد ركز في حملته الانتخابية الجديدة على ولايات متأرجحة مثل ميشيغان، حيث يوجد عدد كبير من المسلمين والعرب الأمريكيين، لكنه في الوقت ذاته ادعى أنه سيدافع عن إسرائيل بشكل أفضل من الحزب الديمقراطي.
وأكد مرارًا دعمه لإسرائيل خلال تجمعاته الانتخابية، مشيرا إلى أنه في حال فوز، لن تجرؤ إيران على مهاجمة إسرائيل، كما انتقد إسرائيل بشكل غير مباشر لاستهدافها للمدنيين في غزة.
- القضايا المرفوعة ضده
ادعى ترامب بوجود تزوير في انتخابات 2020 وأنه الفائز الحقيقي، ما أثار جدلا واسعا وساهم في وقوع أحداث غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي.
فقد حاول أنصار الحزب الجمهوري اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، ما أسفر عن مقتل أربعة متظاهرين وشرطي واحد، واعتقال مئات الأشخاص.
وتعد حادثة اقتحام الكونغرس الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، كما أصبح ترامب أول رئيس أمريكي يواجه العزل من منصبه مرتين بسبب لاتهامه بمحاولة انقلاب، إلا أن مجلس الشيوخ لم يتمكن من تأكيد عزله بسبب عدم توافر الأصوات اللازمة.
وأصبح ترامب أيضا أول رئيس أمريكي يتم التقاط صورة جنائية له خلال قضية تتعلق بالتلاعب في نتائج الانتخابات في ولاية جورجيا.
كما يواجه ترامب قضايا أخرى تتعلق بدفع مبالغ مالية لإسكات ممثلة أفلام للبالغين وسط شائعات أنه كان على علاقة معها سابقا، فضلا عن تضخيم إيرادات شركته لتحقيق مكاسب غير قانونية.
وخلال حملته الانتخابية الأخيرة، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في ولاية بنسلفانيا، حيث أصيب بجروح طفيفة في أذنه.
منذ عام 2016، لم يختف ترامب عن الأضواء بفضل تصريحاته وأفعاله المثيرة، وهو متزوج 3 مرات ولديه 5 أبناء.
- المسار المتذبذب في العلاقات التركية الأمريكية في عهد ترامب
شهدت فترة رئاسة ترامب (2016-2020) علاقات متذبذبة بين تركيا والولايات المتحدة، حيث احتفظ بعلاقة جيدة مع الرئيس رجب طيب أردوغان، بينما واجهت العلاقة بين البلدين تحديات كبيرة بسبب البيروقراطية الأمريكية والكونغرس.
والتقى ترامب بأردوغان مرات عديدة في محافل مختلفة، كما التقاه لأول مرة في البيت الأبيض.
وخلال لقاء الرئيسين في اليابان عام 2019، أكد ترامب أن العلاقات التركية الأمريكية تشهد تطورا باستمرار، وأنهم يهدفون إلى زيادة التجارة بين البلدين 4 أضعاف.
وخلال لقاء ترامب وأردوغان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنسختها الـ72، عام 2017، قال ترامب: "إنه لشرف عظيم وامتياز أن أتعرف إلى صديقي الرئيس أردوغان. إنه يعمل في جزء صعب من العالم. إنه يقوم بأعمال جيدة، ويعمل مع الولايات المتحدة أيضًا. هناك صداقة رائعة بين بلدينا. أعتقد أننا أقرب الآن مما كنا عليه في أي وقت مضى، والكثير من ذلك يتعلق بالعلاقات الشخصية".
إن وجود قناة اتصال مباشرة وشخصية بين الزعيمين سهّل إمكانية إجراء حوار مباشر حول القضايا الإستراتيجية.
ومع ذلك، كانت قضية دعم الولايات المتحدة لتنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي في سوريا بذريعة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ عهد سلفه باراك أوباما، من أهم القضايا العالقة بين الطرفين. ورغم أن ترامب أراد سحب القوات الأمريكية من سوريا، إلا أن البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" عارضا ذلك.
بعد مكالمة هاتفية بين ترامب وأردوغان في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بدأت تركيا عملية "نبع السلام"، وتعرض ترامب حينها لاتهامات بتقديمه الضوء الأخضر للعملية، لكن من ناحية أخرى، كان للرسالة التي كتبها ترامب إلى الرئيس أردوغان، والتي كانت تتعارض مع اللغة الدبلوماسية والحنكة السياسية، تأثير سيئ على العلاقات.
وبعد هذه العملية، بدأت الإدارة الأمريكية بفرض بعض العقوبات (على تركيا) بسبب العمليات في سوريا.
وفضلا عن ذلك، بدأت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا في أواخر فترة رئاسة ترامب في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات "كاتسا" الذي تم إقراره عام 2017، وذلك على خلفية تأمين تركيا أنظمة دفاع جوي من روسيا، إثر رفض إدارة الرئيس باراك أوباما بيع مثل هذه الأنظمة لأنقرة.
وبضغط من الكونغرس، ألغت واشنطن مشاركة تركيا في برنامج صناعة مقاتلات إف 35.
وكانت قضية القس الأمريكي أندرو كريغ برونسون إحدى القضايا التي أدت إلى تدهور العلاقات الثنائية.
وقامت إدارة ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، بينما فرضت عقوبات على بعض المسؤولين الأتراك. وبعد أن تم حل الموضوع بعد فترة تم رفع العقوبات ولكن لم يتم تخفيض الضرائب.
ولم يتم الاستجابة لطلب تركيا تسليم زعيم منظمة فتح الله غولن وكبار أعضاء المنظمة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، في عهد أوباما الذي ترك منصبه بداية عام 2017، وخليفته ترامب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.