قبيل إعلانها.. حزب تونسي يدعو لعدم الاعتراف بنتائج انتخابات الرئاسة
حزب العمال (يسار) وصف الانتخابات بـ"المهزلة"، فيما لم يتوفر تعقيب من السلطات..
Tunisia
تونس/ عادل الثابتي/ الأناضول
دعا حزب العمال التونسي (يسار)، الاثنين، إلى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت الأحد ومن المرتقب إعلانها مساء اليوم، واصفا إياها بـ"المهزلة".
ومن شبه المؤكد على نطاق واسع فوز الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، بعد أن خاض الانتخابات أمام أمين عام حركة "الشعب" زهير المغزاوي (مؤيد لسعيد)، وأمين عام حركة "عازمون" العياشي زمال (معارض).
وقال حزب العمال، في بيان عبر صفحته بـ"فيسبوك، إن الحزب "يدعو القوى الديمقراطية التقدمية إلى عدم الاعتراف بنتائج المهزلة وبشرعية مَن أفرزته رئيسا، ومواصلة النضال من أجل التصدي للاستبداد والقمع والتفقير والتجويع".
وذكّر بأنه "رفض الانقلاب (يقصد الإجراءات الاستثنائية) منذ البداية، كما رفض كل الإجراءات والأعمال اللاشرعية التي تمت في إطار الهيئات التي نُصِّبت لتركيز نظام الحكم الفردي المطلق، ودعا مع القوى الديمقراطية التقدمية إلى مقاطعة مهزلة 6 أكتوبر (يقصد انتخابات الرئاسة)".
وتعاني تونس من أزمة واستقطاب سياسي حاد منذ أن بدأ سعيد في 25 يوليو/ تموز 2021 فرض إجراءات استثنائية شملت حل مجلس القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وتعتبر قوى تونسية أن هذه الإجراءات تمثل "انقلابا على دستور الثورة (دستور 2014) وترسيخا لحكم فردي مطلق"، بينما ترى قوى أخرى مؤيدة لسعيد أنها "تصحيح لمسار ثورة 2011" التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987 ـ 2011).
الحزب أضاف: "بلغت نسبة عدم المشاركة أكثر من 70 بالمائة، وهو ما يعني أن الغالبية العظمى من الناخبين والناخبات قاطعت المهزلة، لهذا السبب أو ذاك. ويأتي الشباب على رأس المقاطعين إذ لم تتجاوز مشاركته 6 بالمائة".
واعتبر أن ضعف المشاركة، والتي بلغت 27.7 بالمئة وفق هيئة الانتخابات، "يؤكد عدم الثقة بالعملية كلها وإدانة صريحة لسعيد ورفضا لسلطته".
وحتى الساعة 14:30 "ت.غ" لم يتوفر تعقيب من السلطات التونسية بشأن انتقادات حزب العمال لانتخابات الرئاسة.
غير أن رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر قال، في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس مساء الأحد، إن "العملية الانتخابية جرت بكل سلاسة، ولم نسجل أي حدث يعكر صفو هذا اليوم الانتخابي".
ووفق متحدث الهيئة محمد التليلي المنصري سيتم الإعلان الرسمي عن النتائج الأولية على الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي الاثنين (18:30 ت.غ)".
ومساء الأحد، أعلنت مؤسسة "سيغما كونساي" لاستطلاع الآراء في تونس أن التقديرات تظهر فوز سعيد بولاية ثانية بحصده 89.2 بالمئة من أصوات المقترعين، مقابل حصول زمال على 6.9 بالمئة، والمغزاوي على 3.9 بالمئة.
وعلقت حملة زمال على نشر هذه النتائج بالقول، عبر بيان: "عمدت التلفزة الوطنية بشراكة مؤسسة خاصة معروفة لسبر الآراء، وهي مؤسسة غير رسمية، إلى نشر نتائج سبر آراء مزعوم لنتائج الانتخابات الرئاسية، في تجاوز لنصوص القانون وبغاية توجيه الرأي العام نحو تقبل نتائج بعينها".
وأعربت عن "الرفض القاطع" للنتائج المنشورة، مؤكدة أنها تنتظر "النتائج الأولية"، وأنها "على ثقة تامة من مرور المرشح العياشي زمال إلى الدور الثاني".
وقاطعت "جبهة الخلاص الوطني"، أكبر ائتلاف للمعارضة، انتخابات الرئاسة، بداعي عدم توفر شروط النزاهة، فيما قالت السلطات إن الانتخابات توفرت لها شروط التنافس العادل.
وبينما قال سعيد مرارا إن المنظومة القضائية في بلاده مستقلة ولا يتدخل في عملها، تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة سياسيين اعتزموا الترشح لانتخابات الرئاسة ورافضين لإجراءاته الاستثنائية.