"ب ي د" تمنع معارضيها الأكراد من البقاء في مناطق سيطرتها بسوريا(تحليل)

Arbil
أربيل/ محمد كورشون/ الأناضول
تمنع منظمة "ب ي د"، الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، الأحزاب الكردية والشخصيات السياسية المخالفة لأيديولوجيتها، من ممارسة نشاطهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها والعيش فيها، كما تحظر عودة 6 آلاف عنصر من "البيشمركة السورية" المدربة في إقليم شمال العراق,
وكانت الأحزاب السياسية الكردية، عقدت عدة اجتماعات في مدينة أربيل العراقية، برعاية رئيس إقليم شمال العراق "مسعود بارزاني"، لبحث سبل حماية مناطقها في وجه الهجمات، حيث وقّع ما يسمى بـ "مجلس الشعب في غرب كردستان"، و"المجلس الوطني الكردي السوري"، المكون من الأحزاب السياسية المقربة من بارزاني، في 11 يولو/ تموز 2012، اتفاقية تقضي بتحرك تلك المنظمات بشكل مشترك، فيما أعلن الرئيس المشارك لمنظمة "ب ي د"، صالح مسلم، أنهم سيلتزمون بالاتفاقية التي كانت تتضمن إنشاء وحدات عسكرية تمكن أكراد المنطقة من الدفاع عن نفسها أمام الهجمات المحتملة، وتشكيل لجنة كردية عليا لإدارة المسائل السياسية.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، قال عضو الكادر التعليمي في جامعة صلاح الدين، "رضوان باديني"، إن منظمة "ب ي د" منعت الآخرين من خلال سياساتها، من البقاء في المناطق التي تسيطر عليها، مشيرًا أن "المنظمة لا تمثل معظم الأكراد في سوريا".
من جانبه أشار مستشار رئيس وزراء إقليم شمال العراق، "مصطفى شفيق"، في بيان له نشر على الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني في الإنترنت، إلى أن اختلاف منظمة "ب ي د" مع الأحزاب الكردية الأخرى، ناجم عن علاقتها مع النظام السوري، مضيفًا أن "ب ي د، أصبحت جزءًا من النظام السوري من خلال قطع العلاقات مع الأكراد وبعض الدول الحليفة لهم".
ولفت شفيق إلى أن "المنظمة وقعت اتفاقية استراتيجية مع النظام السوري، وتعمل على تطبيقها منذ 4 أعوام، وعززت وجودها في "روج أفا" (مناطق الأكراد في سوريا) عبر سياسة الأمر الواقع".
وأوضح شفيق أن النظام السوري يعلن ارتباطه مع "ب ي د" في خطوة ترمي لإبلاغ الولايات المتحدة رسالة مفادها أن "هؤلاء مرتبطون بنا، لذلك انتبهوا للخطوات التي ستتخذونها".
بدوره، أفاد عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، "كاوا عزيزي"، في معرض تقييمه لنشاطات منظمة "ب ي د" في شمال سوريا، أن المنظمة امتداد واضح جدًا للنظام السوري، مضيفًا أن "نظام البعث يتحكم بهذه المنظمة وفق مصالحه الشخصية".
وأشار عزيزي إلى تصريحات الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة، بشار جعفري، التي أعلن فيها أن منظمة "ي ب ك" (الذراع المسلح لـ "ب ي د") جزء من الجيش السوري، وأردف قائلًا: "أكراد سوريا غير راضين عن سياسة منظمة "ب ي د"، وسيردون عليها بالشكل اللازم في أقرب وقت، لأنها تريد تدمير الكفاح الكردي في سوريا، فيما تسعى المجموعات والأحزاب الكردية لبناء المستقبل"، وفق تعبيره.
من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردي السوري، "مصطفى جمعة"، إن منظمتي "ب ي د" و"بي كا كا"، تشكلان خطرًا كبيرًا على أكراد إيران والعراق وتركيا وسوريا، لافتًا أن "المنظمتين تحاربان في المنطقة بالوكالة عن إيران، لذلك فإن الأكراد يتّحدون بشكل أكبر ضد هذه المنظمة يومًا بعد يوم".