جرابلس الآمنة مسرح لفيلم تركي يسرد حكاية الثورة السورية
بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، يقوم المنتج السينمائي التركي خالص جاهد قوروتلو، بإنتاج فيلم سينمائي يحمل اسم "درعا"
Istanbul
غازي عنتاب (تركيا)/ موسى ألجان/ الأناضول
بعد تحريرها من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، عبر عملية درع الفرات، بلغ الأمن والأمان في مدينة جرابلس، التابعة لريف محافظة حلب السورية (شمال)، إلى حد يجعل من المدينة مسرحاً لتصوير الأفلام السينمائية.
وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، يقوم المنتج السينمائي التركي خالص جاهد قوروتلو، بإنتاج فيلم سينمائي يحمل اسم "درعا"، يسرد فيه بدايات الثورة السورية ومعاناة السكان من آلة القتل والدمار التي عصفت بأرجاء البلاد منذ أكثر من 6 سنوات.
واختار قوروتلو، الذي يشارك في كتابة سيناريو الفيلم أيضاً، ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، وجرابلس، التي تنعم بالأمن بفضل تواجد القوات التركية فيها، مسرحاً لفيلمه الذي يسعى من خلاله توضيح أسباب اندلاع الثورة السورية للرأي العام.
ويشارك في فيلم "درعا"، نخبة من الفنانين الأتراك، يتقدّمهم إلكر قزماز، ومحمد جويك، وجم أوجان، وبرنا قورالتورك، وأحمد أرسلان، وأوموت قرة داغ، وصفا طابور.
ويحكي الفيلم الذي يشارك في مشاهده أعداد من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيم نزيب بغازي عنتاب، قصة الثورة السورية، والأسباب التي دفعت الناس إلى التظاهر في الشوارع، وما جرى في محافظة درعا (جنوب)، التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية.
وأحداث فيلم "درعا"، الذي يهدف إلى إظهار متانة الروابط الاجتماعية والثقافية بين تركيا وسوريا، مستوحاة من قصص حقيقية ووقائع وأحداث عاشها الشعب السوري، أثناء ثورته.
ويخطط القائمون على إنجاز الفيلم، لعرضه على شاشات السينما مع حلول عام 2018.
وفي حديث لمراسل الأناضول، قال قوروتلو، إنّ فيلم درعا سيساعد الرأي العام على فهم حقيقة ما يدور في الداخل السوري، ويطلعهم على مجريات الأحداث التي جرت خلال الثورة السورية منذ بدايتها إلى الآن.
وأوضح قوروتلو، أنّ ما جرى في تونس ومصر، أصبح مصدر إلهام لأهالي درعا، وأنّ الكادر المشرف على إنجاز الفيلم التقى خلال مرحلة التحضير للتصوير، مع العديد من الأطفال السوريين والذين كانوا يعيشون في المحافظة.
وتابع قوروتلو، قائلاً: "حاولنا في هذا الفيلم رصد الأسباب الموجبة للثورة السورية وكيفية اندلاعها، وكيف تحولت إلى حرب تشارك فيها أطرافاً دولية".
ولفت إلى أن "الناس لا يختارون طواعيةً أن يكونوا بلا أوطان، لكنهم يُرغمون على ذلك، وعلينا أن نفهم جيداً الشروط والظروف التي أجبرت السوريين على ترك بلادهم واللجوء إلى تركيا".
وذكر قوروتلو، أنّ طاقم الفيلم اختار جرابلس مكاناً لأعمال التصوير، نظراً إلى الأمن والأمان المستتب فيها.
وقال في هذا السياق: "الجيش التركي حرر جرابلس من احتلال داعش، وذلك عبر عملية درع الفرات، وجرابلس التي تنعم حالياً بالطمأنينة التي نشرتها القوات التركية في أرجائها، أصبحت آمنة إلى درجة أنّها باتت مسرحاً لتصوير الأفلام السينمائية".
من جانبه، قال مراد أونبول، مخرج فيلم "درعا"، إنّ "الأحداث الحقيقية التي تتجسّد في الفيلم، تجعله أكثر تشوّقاً لرؤية الفيلم على شاشات السينما، وتشجّعه على إتمامه بأقرب وقت ممكن".
وأردف أونبول، قائلاً: "عندما حصلت على نص الفيلم، وقارنت ما بداخله مع ما يدور في سوريا، أدركت صحة النص، فالسيناريو يسرد المظالم التي جرت في سوريا أمام أنظار العالم، والفيلم يروي حكاية أهالي درعا الذين صمدوا في وجه الظلم".
بدوره قال نجم الفيلم الفنان إلكر قزماز، إنّ نظرته تجاه الأزمة السورية توسعت عندما قرأ نص الفيلم، وبات على يقين بمعاناة السوريين والأسباب التي دفعتهم إلى ترك بلادهم واللجوء إلى البلدان المجاورة.