تركيا, دولي, الدول العربية

سياسي كردي سوري: "ب ي د" ينسق بشكل كامل مع النظام السوري وروسيا وإيران

وشدد على أن "ب ي د" لا يعبر عن إرادة الكرد السوريين وهو "خارج الثورة السورية"

Muhammed Shekh Yusuf  | 26.02.2016 - محدث : 26.02.2016
سياسي كردي سوري: "ب ي د" ينسق بشكل كامل مع النظام السوري وروسيا وإيران

İstanbul

إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول

قال عبد الباسط سيدا، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن منظمة "ب ي د" الإرهابية، هي الفرع السوري لمنظمة "بي كا كا"، وتتلقى تعليماتها منها، وتنسق بشكل كامل مع النظام السوري، وروسيا وإيران.

وأضاف سيدا في حوار أجرته معه "الأناضول"حزب الاتحاد الديمقراطي، جزء مما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكلت بالتفاهم مع أمريكا وروسيا تحديدا، والتنسيق مع النظام، والأخير ليس بعيدا عن هذه القوات، بل على تنسيق كامل مع الاتحاد الديمقراطي".

واعتبر السياسي الكردي، أن "تقدم هذه القوات (سوريا الديمقراطية) في ريف حلب مؤخرا، تم بعملية توزيع أدوار مع النظام وبالتنسيق مع طيرانه، ومن الجانب الأمريكي كان هناك تنسيق وتفاهمات ميدانية مع حزب الاتحاد الديمقراطي في منطقة الجزيرة لمواجهة داعش، وكانت الحجة آنذاك أنه لا توجد قوات برية على الأرض، في مقدورها مواجهة التنظيم".

ومضى سيدا بالقول "لا يخفى علينا أن التفاهم الأمريكي الإيراني قد ساعد في بلورة معالم التفاهم بين الجانبين (واشنطن ومنظمة "ب ي د")، لأننا نعلم بأن العمال الكردستاني على تنسيق كامل مع إيران وسوريا، ومن ثم مع روسيا، بمعنى هم في نفس الحلف، لذلك عملية التقدم لم تكن بعيدة عن هذه الأجواء، وأدت لخلط الأورواق، وحدوث تشنج كبير في العلاقة بين المكون الكردي والعربي، والمكونات الأخرى".

وشدد الرئيس السابق لـ"المجلس الوطني السوري" على أن "الحزب (ب ي د) لا يعبر عن إرادة الكرد السوريين أصلا، بل هو أتى بتفاهمات أمنية مع النظام، بموجبها سلمه الأخير المناطق الكردية، لضبطها والعمل على إبعاد الكرد عن الثورة السورية، وكما لا نستطيع أن نخلط بين داعش والمكون العربي السني، لا يجوز لنا الخلط بين الأكراد وبين هذا الحزب، هو فصيل من الفصائل الموجودة، لكنه لا يمتلك برنامجا خاصا بالكرد السوريين، وهو خارج إطار الثورة، بل كان دائما على علاقة تنسيقية دائما مع النظام".

وحول تصريح العديد من مسؤولي النظام عن علاقتهم مع الاتحاد الديمقراطي، أفاد أنهم "صرحوا بأكثر من مناسبة بأنهم يدعمون هذا الحزب، ويقفون إلى جانبه، وكانت هناك تصريحات لبثينة شعبان (مستشارة بشار الأسد)، وبشار الجعفري (مندوب النظام في الأمم المتحدة)، ووليد المعلم (وزير الخارجية)، كما أن الاجتماعات الأمنية مستمرة بين الطرفين، والإمكانيات المادية التي حصل عليها خاصة فيما يتعلق بعائدات النفط والاسلحة باتت معروفة"، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن "هذا الحزب يحاول من خلال علاقاته الجيدة مع روسيا وأمريكا، أن يوحي بأنه يتمتع باستقلالية، وبأنه ليس مع النظام، في حين أن دوره على الصعيد الفعلي يتكامل مع دور النظام والفصائل التي تدعمه، ويستغل القصف الروسي لمناطق المعارضة".

وفيما يتعلق بشعبية المنظمة لدى الأكراد في سوريا، أفاد سيدا أن "الحزب (ب ي د)، لا يمتلك القاعدة الشعبية، كل ما هنالك أنه فرض نفسه بالقوة، واستغل الفرصة وظروف الناس نتيجة الصعوبات الاقتصادية، فبدأ بتشغيل الناس، بمعنى برزت حاجة مادية لهم، بأن يتكيفوا مع وجود الحزب، والأخير يريد أن يصور بأن هؤلاء يؤيدونه".

وأوضح الأكاديمي السوري، أن هناك مكونات أخرى تمثل الأكراد في سوريا، منها "المجلس الوطني الكردي الذي يمتلك القاعدة الشعبية، ولكن هذا المجلس مبعثر ما بين عدد من التيارات والقيادات، وبين الحين والآخر تبرز النزاعات، في حين أن قرار الاتحاد الديمقراطي مركزي، يتخذه لوحده، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من التنفيذ السريع للقرارات المتخذة، القادمة من حزب العمال الكردستاني، الذي بدوره ينسق مع المحور الايراني الروسي إلى جانب النظام".

وكشف عن "وجود اتفاق بين المجلس الكردي والائتلاف السوري، حول الحقوق المشروعة للأكراد، وأنه لا بد أن يكون هناك نظام سياسي مدني تعددي يضمن حقوق الجميع في سوريا، ويطمئنهم"، مشيرا أن "الشكل الإداري بحاجة للمناقشة، وهناك نماذج عديدة، كلها ستكون بوحدة سوريا بشكلها الحالي، بما يطمئن كافة المكونات السورية"، على حد تعبيره.

وعن رؤيته للاتفاق الأمريكي الروسي حول وقف الأعمال العدائية في سوريا، رأى سيدا، أنه "اتفاق فوقي، بعيد عن رأي وإرادة السوريين، وعقد بمنأى عن مجموعة أصدقاء سوريا، التي كانت على دراية بكافة التفاصيل"، لافتا أن "كل القوى الإقليمية والدولية أبعدت، حاليا، عن دوائر القرار، وبقي الرأي للجانبين الأمريكي الروسي تحديدا".

وأضاف بالقول "نحن (المعارضة السورية) مع الحل السياسي، لأنه بنهاية المطاف لا بد أن يعالج الوضع المعقد في سوريا، وللتمهيد للحل لا بد أن تكون ظروف وشروط ومقدمات، وفي مقدمتها وقف إطلاق النار أو الهدنة، لكن حتى الآن الأمور ليست واضحة المعالم، وهناك جملة من الاستثناءات، الأمر الذي يوحي بإمكانية استغلالها".

وبين أن "التدخل الروسي بصيغته الحالية، دون أن يواجه بمواقف حازمة من قبل أمريكا والاتحاد الأوروبي، جاء لمصلحة النظام، وإعادة التوازن له، حيث كان الأخير في طريقه للانحدار، خاصة بعد تحرير إدلب والتوجه إلى منطقة الساحل".

وجدد التأكيد على أن "القصف الروسي استهدف مواقع المعارضة المعتدلة منذ بدايته، في حين أنه تحاشى مناطق داعش، لأن ورقة التنظيم هي التي تستخدم كأداة لتسويق كل تدخل حاصل في سوريا".

وأكد ان "القرار الأممي 2254 غير واضح المعالم، ونتج عن توافق أمريكي الروسي، ستخضع لحساباته أيضا العملية التفاوضية، والسوريون سواء في المعارضة والموالاة، يستخدمون كأدوات لإضفاء صفة الشرعية على هذا التوافق".

وخلص إلى أنه " في نهاية المطاف، أي حل سيمرر، لا يمكن أن يكون بمعزل عن إرادة السوريين، وبخاصة القوى الميدانية وتفاهمها مع القوى السياسية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الموقف الأمريكي والتفاهم مع الروس، هو الذي يتحكم بالتحركات الدبلوماسية الأوروبية والاقليمية"، على حد تعبيره.

وكانت روسيا والولايات المتحدة، أعلنتا يوم الإثنين الماضي، عن اتفاق حول سوريا، ينص على وقف الأعمال العدائية، اعتبارا من يوم 27 فبراير/شباط الجاري، لا يشمل تنظيميّ "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من الجماعات المدرجة على قائمة "الإرهاب" من قبل الأمم المتحدة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.