الغارات الروسية تضع المباحثات السورية في طريق مسدود
(تحليل)
Geneve
جنيف/بتول يوروك/الأناضول
أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يوم أمس الأربعاء، تأجيل المفاوضات الجارية في مدينة جنيف السويسرية، بين وفدي النظام والمعارضة السورية إلى 25 شباط/فبراير الجاري.
ويأتي هذه الإعلان عقب زوال الأرضية التي تهيِّئ لأي مفاوضات بين الجانبين، لعدة أسباب أهمها، استمرار استهداف المقاتلات الروسية المدنيين في حلب واللاذقية وإدلب، حيث أسفرت هذه الغارات منذ إعلان دي مستورا بدء المفاوضات في 29 كانون الثاني/يناير الماضي حتى 2 شباط/فبراير، عن مقتل 131 مدنيا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 58 منهم في حلب و8 في إدلب و10 في حمص و13 في درعا، و8 في دمشق و10 في الرقة، و24 في دير الزور.
من جانب آخر وفرت الطائرات الروسية الغطاء الجوي لقوات النظام والمليشيات المقاتلة في صفوفه، شمالي حلب، حيث تمكنت الأخيرة بفضل الغطاء الجوي الروسي من إطباق الحصار على مركز مدينة حلب. هذه التطورات الأخيرة على الأرض والتي حدثت بالتوازي مع المحادثات في جنيف، أثبطت من عزيمة وفد المعارضة في الاستمرار في المفاوضات.
وكان وفد المعارضة اشترط لبدء المحادثات، تحسين الأوضاع الإنسانية في سوريا، بفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والإفراج عن المعتقلين وخاصة الأطفال والنساء، وإيقاف روسيا غاراتها الجوية، إلا أنَّ وفد النظام أعلن مشاركته في المفاوضات دون أي شروط مسبقة.
كل هذه العوامل أدت الى تعثر عقد لقاءات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة، وبالتالي دفعت دي مستورا الى تعليقها، وتأجيلها حتى 25 شباط/فبراير.
ثلاثة أسابيع حرجة أمام ديمستورا
وضعت المعارضة السورية شرطا لمشاركتها في المفاوضات، وهو تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر بتاريخ 18 يناير الماضي، لاسيما المادتيين رقم 12، 13.
ووفق المادة رقم 12 فإن القرار " يدعو الأطراف إلى أن تتيح فورا للوكالات الإنسانية إمكانية الوصول السريع، والمأمون وغير المعرقل، إلى جميع أنحاء، سوريا، ومن خلال أقصر الطرق، وأن تسمح فورا بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، لا سيما كافة المناطق المحاصرة، والإفراج عن كافة المحتجزين تعسفيا، ولا سيما الأطفال والنساء، ويدعو المجتمع الدولي لدعم سوريا إلى استخدام نفوذها لتحقيق هذه الغايات".
أما المادة 13 فتطالب "جميع الأطراف فورا بوقف أي هجمات موجهة ضد المدنيين، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، وأي استخدام عشوائي للأسلحة.
وأمام دي مستورا مهمة صعبة في إقناع روسيا لوقف قصفها على قوات المعارضة المعتدلة، وقد يعلن عن انتهاء المفاوضات قبل بدئها من جديد، وهنا تجدر الإشارة إلى تصريحات دي مستورا حين قال "إن فشلت هذه المفاوضات، فلا أمل هناك لحل الأزمة السورية".
وصرح مسؤول دبلوماسي غربي للأناضول، بعدم وجود خطة (ب) في حال فشل مفاوضات جنيف. في حين أنَّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى أمس الأربعاء، استغرابه، من طلب المعارضة وقف روسيا للغارات الجوية، وأكد أنَّ غارات بلاده ستستمر. بالمقابل أكد المتحدث باسم وفد المعارضة السوري سالم المسلط أول أمس الثلاثاء، أنَّ روسيا تقوِّض المفاوضات من خلال القصف الذي تشنه طائراتها في سوريا.