مستشار لأول رئيس للبوسنة: التاريخ العثماني يتجلى بأبهى صوره في أوروبا الشرقية
أكّد ان العلاقات البوسنية التركية قوية جداً وتاريخية

Istanbul
إسطنبول / صهيب قلالوة / الأناضول
اعتبر "فاتح الحسنين"، أحد مستشاري، "على عزت بيغوفيتش "، أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك، أن التاريخ العثماني "يتجلى بأبهى صوره" في أوروبا الشرقية والبوسنة، مؤكداً أن "العلاقات البوسنية التركية قوية جداً وتاريخية".
جاء ذلك في تصريح للأناضول على هامش ندوة نظمتها "جامعة السلطان محمد الفاتح" (وقفية) في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأربعاء، واستضافته فيها للحديث عن تجربته في دول البلقان عامة، والبوسنة على وجه الخصوص، وحول بعض الكتب التي قام بتأليفها.
وقال "الحسنين" إن "العلاقات البوسنية التركية قوية جداً وتاريخية، وفي الحقيقة إن البوسنة هي خط الدفاع الأول لتركيا، والتاريخ العثماني يتجلى بأجمل صوره في أوروبا الشرقية والبوسنة، والشواهد العمرانية تشهد بذلك، في الوقت الذي كانت به أوروبا في عصر الظلام".
وأضاف أن "الحملات الشيوعية التي أقيمت ضد المسلمين والحضارة الإسلامية في البوسنة والهرسك، كانت كثيرة وباستمرار، والسبب بذلك أن كل الشعوب التي عاشت في البلقان، استطاعت أن تذوب وتتماشى مع الأفكار الشيوعية، إلا المسلمين الذين كانت لهم شخصيتهم الخاصة، وحضارتهم وطريقتهم وحياتهم الخاصة، التي أبت واستعصت أن تذوب في البوتقة الشيوعية؛ ولذلك كان الشيوعيون دائما يشنون على المسلمين الهجمات تلو الهجمات".
وتابع أن "المسلمين لهم عاداتهم وتقاليدهم، ولهم إسلامهم الذي يميزهم عن غيرهم، بالإضافة إلى العلاقات الأسرية الطيبة، والاحترام داخل الأسرة، والتمسك بدينهم، والتعلم والتعليم المستمر للإسلام في المساجد والبيوت".
وحول علاقته بالرئيس "بيغوفيتش" الذي تولى الرئاسة خلال الفترة من نوفمبر/تشرين ثان 1990 إلى أكتوبر/تشرين أول 1996، كأول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد التوقيع على "اتفاقية دايتون"، التي أنهت الحرب في البوسنة، قال "الحسنين": "علاقتي به بدأت عام ١٩٦٥؛ حيث كان في البداية كالأخ والموجه لي، ثم بعد ذلك قمنا بتكوين تنظيم سري للمسلمين في البوسنة خلال العام نفسه، واستمر هذا التنظيم حتى عام ١٩٨٣، حيث اعتقل الرئيس، وأٌدخل إلى السجن، حتى تم إطلاق سراحه عام ١٩٨٨".
ونوه إلى أن "هيئة الإغاثة الإنسانية التركية" (IHH)، التي خرجت للنور في العام 1992، تأسست خصّيصاً لتقديم المساعدات الإنسانية إلى البوسنة والهرسك، والعلاقات في ذلك الوقت مع الدولة التركية كانت قوية، حتى في عهد رئيس الجمهورية التركية الأسبق، سليمان دميرال؛ حيث "وافق بأن نأتي إلى تركيا، ونعمل بعد أُخرجنا من أوروبا".
وخلال كلمة له في الندوة، قال المستشار الرئاسي الأسبق إن "الرئيس رجب طيب أردوغان، كان آخر من دخل على الرئيس عزت بيجوفيش (توفى في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2003) وأوصاه (الأخير) خيراً في البوسنة".
ومتحدثاً عن الأثر التي تركته الدولة العثمانية في أوروبا الشرقية، قال: "حينما قمت بزيارة كل دول أوروبا الشرقية رأيت حينها عظمة الإمبراطورية العثمانية، في الوقت الذي كانت به أوروبا في جهل تام، وفقر مطقع، بينما دول أوروبا الشرقية التي كانت تقع تحت سيطرة الدولة العثمانية في تقدم تام، وتقوم بنشر الحضارة".
وأضاف: "نحن كطلاب أتينا من أفريقيا (الحسنين من أصول سودانية) في عمر العشرين سنة، إلى دول البلقان، ولم يكن لدينا حول ولا قوة، وهذا الكلام أقوله للمسلمين لكي يغيروا من أنفسهم ويخططوا، ورغم الحرب الشيوعية ضدنا، إلا أننا قمنا بترجمة معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات، وقمنا ببناء عشرات المدرارس والمساجد، وأرسلنا مئات الآلاف إلى الحج والعمرة".
يذكر أن القوات الصربية ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت عام 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.
يشار إلى أن الفاتح علي حسنين سوداني الأصل، درس الطب في جامعة "بلغراد" في يوغسلافيا، وعمل مستشاراً للرئيس البوسني الأسبق "عزت بيجوفيش"، بالإضافة إلى تأسيسه لاتحاد الطلاب المسلمين في يوغسلافيا.