الدول العربية

أيمن الصفدي.. من الحقل الإعلامي إلى الخارجية الأردنية

جاء تعيينه قبل أيام من تولي ترامب الحكم وخلفاً لناصر جودة الذي احتفظ بالحقيبة منذ 2009، في تعديل طال الوزارة السيادية

Laith Joneidi  | 16.01.2017 - محدث : 16.01.2017
أيمن الصفدي.. من الحقل الإعلامي إلى الخارجية الأردنية

Jordan

عمان/ ليث الجنيدي/ الأناضول

في عملية هي الثانية منذ تشكيل حكومته الجديدة في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، أجرى رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، أمس الأحد، ، تعديلا شمل ست وزارات، وجاء بخمسة وزراء جدد، بينهم أيمن الصفدي بديلا لوزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، في تغيير اعتبره مراقبون محاولة أردنية لترطيب الأجواء مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي يتولى مهام منصبه يوم الجمعة المقبل.

وأيمن حسين عبد الله الصفدي من مواليد عام 1962 في الزرقاء (23 كلم شمال شرق العامان)، وهو كاتب سياسي، وإعلامي مختص بالشؤون الخارجية، معروف بقربه من القصر الملكي، ولم يسبق له العمل في الحقل الدبلوماسي.

والصفدي (55 عاما) حاصل على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة اليرموك الأردنية (حكومية)، والماجستير في الإعلام الدولي من جامعة بيلور في ولاية تكساس الأمريكية، وعمل في عدد من وسائل الإعلام الأردنية والعربية، بينها رئيس تحرير صحيفتي "الغد" و"جوردان تايمز" اليوميتين الأردنيتين.

ووفق الموقع الإلكتروني لرئاسة الوزراء، شغل الصفدي منصب مستشار للعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ونائب رئيس الوزراء، ووزير دولة في حكومة سمير الرفاعي (2009-2011)، كمل عمل مديرا لدائرة الإعلام في الديوان الملكي، وسكرتيرا إعلاميا للأمير الحسن بن طلال، عم العاهل الأردني.

الصفدي عمل أيضا مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، ومحررا في جريدة الاتحاد الإماراتية، فضلا عن عضويته في مجالس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، والمجلس الأعلى للإعلام، والاتحاد العربي للبث التلفزيوني (نائبا للرئيس)، وهيئة التنسيق بين المحطات الفضائية العربية (رئيسا)، ومهرجان جرش للثقافة والفنون، ومؤسسة نهر الأردن.

ولفترة، عمل الصفدي متحدثا رسميا في بعثة الأمم المتحدة في العراق، وتقلد من قبل ملك الأردن وسام الاستقلال من الدرجة الثانية.

الصفدي، الذي زاره في منزله الملك عبد الله عام 2012، ضمن جلسات مع شخصيات سياسية لبحث قضايا وملفات تشغل الشارع الأردني، تعرض لانتقادات واسعة أثناء فترة توليه منصب وزير دولة ومستشار للملك بسبب انتقاده للحراك الشعبي، الذي شهدته المملكة في 2011، احتجاجا على "الفساد الحكومي وارتفاع تكاليف المعيشة"، وفق منتقدين.

فمعلقا على ذلك الحرك الاحتجاجي، صرح الصفدي آنذاك لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية بأن "ما يحدث هو أمر هامشي مقارنة بالاضطرابات في تونس"، في إشارة إلى الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي (1987- 2011).

ورغم هذا الانتقاد القديم، فقد وصفه طارق المومني، نقيب الصحفيين الأردنيين، بأنه "سياسي مميز ومهني وإعلامي محترف".

وبعد تكليف الصفدي بالمنصب الجديد، تابع المومني للأناضول أن "خبرة الصفدي التراكمية من خلال عمله بمعية الملك كصحفي مميز، إلى جانب عمله الإعلامي وشبكة علاقاته، قادرة على أن تضيف إلى البناء الموجود في الوزارة، وأن يحقق تميزا فيها".

الصفدي خلف في منصب وزير الخارجية، ناصر جودة، الذي كان يتقلد هذا المنصب في الحكومات المتعاقبة منذ عام 2009، ويتمتع بخبرات دبلوماسية كبيرة.

وهو تعديل يستغرب مراقبون توقيته، كونه يسبق استضافة عمان الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية في مارس/آذار المقبل، لاسيما وأن جودة سلم، خلال الشهر الماضي، العديد من الدعوات لحضور القمة، التي تتناول قضايا إقليمية ودولية مهمة.

لكن مراقبين يرجعون هذا التعديل إلى أن جودة ارتبط بعلاقات وثيقة مع نظيره الأمريكي، جون كيري، المغضوب عليه من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب (70 عاما)، الذي يتولى مهامه يوم الجمعة المقبل.

ولهذا السبب خرج جودة من الحكومة الأردنية، وفق هؤلاء المراقبين، في محاولة لترطيب الأجواء مع إدارة ترامب، التي ربما تتعامل بتحفظ مع أصدقاء كيري في حكومات الشرق الأوسط، لاسيما مع احتمال نشوب خلافات بين عمان وواشنطن، إذا أقدم ترامب، كما يعد، على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، حيث يوجد المسجد الأقصى.

وقضية احتمال نقل السفارة الأمريكية تحتل مكانة كبيرة لدى الأردن، الذي يرتبط مع إسرائيل، منذ عام 1994 بمعاهدة سلام تعترف تل أبيب بموجبها بوصاية عمان على المقدسات في مدينة القدس الشرقية، التي كانت إضافة إلى الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.




الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın