رياضة, الدول العربية

الإعلامي الموسوي: الإدارة المترهلة وعدم الاستقرار أهم أسباب تدهور الكرة العراقية

الصحفي الرياضي العراقي ثائر الموسوي أكد أن المنتخب الأول يصعب عليه التأهل لمونديال روسيا إلّا أن الأمل كبير في قدرات الشباب في تحقيق إنجازات كروية مستقبلًا

Nasser Hajjaj  | 07.03.2017 - محدث : 07.03.2017
الإعلامي الموسوي: الإدارة المترهلة وعدم الاستقرار أهم أسباب تدهور الكرة العراقية

Ankara

أنقرة/ ناصر حجاج/ الأناضول

لا يختلف اثنان من متابعي كرة القدم في آسيا والوطن العربي أن العراق له تاريخ كبير وإنجازات ونجاحات تخطت حدود القارة الآسيوية وحلّقت في مختلف المحافل الدولية لبطولات الساحرة المستديرة.

ولا يخفى على أحد نجوم المستطيل الأخضر في العراق أمثال أحمد راضي وحسين سعيد وعلي كاظم وعدنان درجال ويونس محمود والكثير الكثير من رموز الكرة العراقية والآسيوية السابقين والحاليين والذين يصعب على الإنسان حصرهم.

إلّا أن معشوقة الجماهير في العراق تمر في الفترة الحالية بظروف صعبة، فالمنتخب الأول يحتل المركز الخامس وقبل الأخير برصيد 3 نقاط فقط بعد خوضه 5 مباريات في الدور الأول للمجموعة الثانية وذلك من 4 خسارات وفوز واحد فقط.

ومن المتوقع أن يفشل المنتخب الأول لـ"أسود الرافدين" في الحصول على أحد المركزين الأول أو الثاني للتأهل لمونديال روسيا مباشرة أو حتى احتلال المركز الثالث لخوض الملحق الآسيوي، بحسب الإعلامي الرياضي العراقي ثائر الموسوي.

وفي تصريح خاص للأناضول عبر الهاتف، تناول الموسوي الذي يعمل معدًا ومقدمًا للبرامج الرياضية في قناة العراقية الفضائية، أهم الصعاب التي تواجه الرياضة في بلاده خاصة كرة القدم، وطرح حلولًا لإعادة الكرة العراقية إلى عصرها الذهبي.

ووفق الموسوي فإن الكرة العراقية تقع في الفترة الحالية بين سندان الإدارة المترهلة ومطرقة عدم استقرار الأجهزة الفنية والإدارية إضافة للحروب في البلاد.

وأضاف أن الصراعات تُشعر الإنسان بالعجز وعدم القدرة على العمل وتجعله ذاتي التفكير مستسلمًا لوساوس قهرية لديه تتعلق بمستقبله وحياته وحياة من حوله، وأكد أن "ما مر به العراق من ويلات الحرب أثرت بشكل كبير جدًا على القطاع الرياضي وقبله الشبابي الذي تأثر بشكل كبير من قلة الدعم المقدم له".

وأشار أن "العراق كان في فترة السبعينيات من القرن الماضي يمتلك أفضل المنشآت الرياضية والتطويرية في منطقة الشرق الأوسط وخرّج العديد من الرياضيين الكبار في عدة فعاليات ليس فقط في عالم كرة القدم".

ولفت الموسوي أن "الرياضة في العراق كانت تعتمد بالأساس على اكتشاف المواهب من المدارس الابتدائية والثانوية، لكن بعد دخول العراق في حرب طاحنة مع إيران بداية ثمانينيات القرن الماضي بدأت تختفي هذه الظاهرة واختفت معها مراكز الشباب التي كانت تهتم بالمواهب الشبابية وصقلها".

وأرجع ذلك إلى "انشغال الحكومات المتعاقبة في محاربة الإرهاب التكفيري الذي ضرب الأبرياء من الشعب العراقي مثل داعش وقبلها القاعدة".

لكنه أكد أن "الأمل كبير في قدرات الشباب العراقي في تحقيق الإنجازات الرياضية الكروية في المستقبل، رغم كل تلك الصعاب".

وفي رده على سؤال حول مستقبل لاعبي منتخب العراق للشباب الذي خاض مونديال 2013 بتركيا وحقق إنجازًا كبيرًا باحتلاله المركز الرابع، أكد الموسوي أن "تغيير المدربين وعدم استقرار الأجهزة الفنية تسبب في إضاعة الكثير من المواهب الكروية الشبابية".

وأوضح "ليس من المنطق أن يغير الاتحاد خلال عامين أكثر من 5 مدربين، حيث يقول منطق عالم الكرة إن الاستقرار على الفكر التدريبي من أولويات العمل، فلكل مدرب فكر تدريبي خاص به ومن غير المعقول تطبيقه خلال أشهر معدودة، وبهذا تتشتت أفكار الكوادر التدريبية وتضيع المواهب الشبابية".

وأكد أن الاستقرار من أهم العوامل التي يمكن أن تعيد العراق إلى عصرها الذهبي.

وحول آمال المنتخب الأول بتصفيات آسيا قال: "وجهة نظري ومن خلال متابعتي لكل صغيرة وكبيرة في عالم الكرة العراقية وعملي لسنوات طويلة في مجال التنسيق الإعلامي للمنتخبات الوطنية وبعيدًا عن التشاؤم والتفاؤل، الحسابات المنطقية على أرض الواقع كلها تجعلني أقول إن المنتخب فقد أمل التأهل بنسبة 90%".

وأضاف "هذه التصريحات قد تضعني في خانة الضد من المنتخب علمًا أن الكادر التدريبي له وأغلب لاعبيه تربطني بهم علاقة صداقة وقرب كبير لكن المنطق والمعطيات تشير أن المنافسة على بطاقتي التأهل عن المجموعة محصورة بين السعودية واليابان وأستراليا والإمارات".

وأوضح الموسوي - المنسق الإعلامي المعتمد من اتحادات كرة القدم الثلاثة الدولي والآسيوي والعربي - أنه حتى نصف المقعد عن القارة الصفراء (مباراة الملحق الآسيوي) أصبح بعيدًا عن العراق.

ووصف آخر تصنيف للفيفا في فبراير/شباط الماضي والذي جاء فيه العراق في المركز الـ122 بـ"انتكاسة"، وقال: "يؤلمنا تواجدنا في هذا المركز، هذه انتكاسة يراد لها عمل كبير جدًا وتواجد خبرات متخصصة في الشأن الكروي".

واتهم الموسوي الاتحاد العراقي بعدم مقدرته على النهوض بواقع الكرة في البلاد، متسائلًا: "ليس للاتحاد القدرة على إدارة مسابقة محلية، فكيف تكون له القدرة على إدارة كرة بلد والوصول بها إلى العالمية؟".

وفي تعليقه على تتويج فريق القوة الجوية العراقي بلقب كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، في ظل فشل المنتخب، قال: "لم يكن هناك اهتمام من الإدارة بقدر ما هو خبرة اللاعبين في فريق القوة الجوية وكادره التدريبي المحترف متمثلًا بالكابتن باسم قاسم".

وأضاف أن كل هذه المعطيات توافرت في الملعب ومن وراء ذلك جمهور عريق وإرادة اللاعبين حقق هذا الفريق اللقب القاري، في كل عمل رياضي إذا تغلبت المصالح الشخصية على إرادة فريق تذهب به للهاوية لكن في هذه المعادلة تفوق الفريق بإرادة لاعبيه ومدربه.

وتطرق الإعلامي العراقي إلى كرة القدم التركية قائلًا: "معروف عن الفرق التركية قوتها وكما يطلق عليها المدربون في أوروبا أنها من الفرق العنيدة التي لا تستسلم ولا ترضى بالخسارة رغم عدم تمكنها من التتويج بالبطولات القارية".

وأشار إلى تواجد الفرق التركية في مختلف المسابقات وأنها دائمًا تكون مصدر إزعاج وقلق للفرق الأوربية الكبيرة والأمثلة على ذلك كثيرة، لذلك نجد دائمًا أنها تسبب إحراجًا للفرق الأوربية المعروفة وخصوصًا في تركيا.

وفي تقييمه للاعب التركي أرضا طوران المحترف في صفوف برشلونة الإسباني، أكد الموسوي أن طوران إضافة كبيرة للفريق الكتالوني، موضحًا: "لو لم يكن كذلك لما تمسكت به إدارة الفريق، وأكدت إدارته مرارًا أنهم بحاجة لمثل هكذا نوعية من اللاعبين التي تتمتع بالسرعة والذكاء والقوة الجسمانية".

ولفت أن برشلونة يستفيد اقتصاديًا من طوران لما يجنيه النادي من مبيعات قميصه الخاص في تركيا، إضافة إلى النقل التلفزيوني في السوق التركي الكبير الذي يتمتع باقتصاد كبير جدًا في المنطقة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.