الحرب على "الإرهاب" بالسعودية... إنجازات وتحديات (تقرير)
منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم قبل سنتين
Suudi Arabistan
أحمد المصري/ الأناضول
يتزامن حلول الذكرى الثانية لتولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في 23 يناير الجاري، مع تحقيق إنجازات بارزة في حرب المملكة ضد الإرهاب على الصعيدين الداخلي والخارجي.
فعلى الصعيد الداخلي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية ، في 7 يناير الجاري قتل طايع بن سالم الصيعري التي وصفته بأنه "أخطر المطلوبين" للجهات الأمنية مع إرهابي آخر كان يرافقه في عملية أمنية بالرياض، وإحباط عمليات إرهابية كانا يعتزمان تنفيذها.
هذا الإنجاز الأمني يضاف لسجل حافل من النجاح، في حرب متواصلة ضد الإرهاب ، حققت فيها المملكة نقلة نوعية، بتوجيهات من العاهل السعودي وبمتابعة وجهود بارزة من الأمير محمد بن نايف ولي العهد، وزير الداخلية.
ومن أبرز نماذج هذا النجاح إحباط هجمات إرهابية، كان نجاح أحدها كفيل بإحداث كارثة، من ابرزها إحباط هجوم انتحاري استهدف المسجد النبوي في المدينة المنورة في 4 يوليو / تموز 2016 .
وإحباط مخطط لتفجير ملعب "الجوهرة"غربي البلاد، في 11 أكتوبر/تشرين أول 2016.
وإحباط "محاولة انتحارية" كانت تستهدف السفارة الأمريكية بالرياض في مارس/ آذار 2015، إضافة إلى إحباط العديد من الهجمات التي استهدفت رجال أمن ومنشآت حيوية واقتصادية هامة والإطاحة بالعديد من الخلايا والتنظيمات الإرهابية.
وإحباط "هجمات إلكترونية منظمة على عدة جهات حكومية ومنشآت حيوية".
على الصعيد الخارجي، أعلنت السعودية في 14 ديسمبر 2015، تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 34 دولة لمحاربة "الإرهاب" بقيادتها على أن يؤسس في العاصمة الرياض مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية في هذا الإطار، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وخلال عام ارتفع عدد المنضمين له إلى 41 دولة كان آخرهم سلطنة عمان التي أعلنت انضماها للتحالف 28 ديسمبر الماضي.
كما تواصل السعودية مشاركتها في تحالف دولي تقودة الولايات المتحدة الأمريكية، يوجه ضربات جوية لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
وفي هذا الصدد استضافت الرياض 15 يناير الجاري "مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي"، ممثلةً برؤساء هيئة الأركان العامة في 14 دولة من بينها تركيا وأمريكا لرفع مستوى التنسيق في إطار الحرب ضد التنظيم.
واتفقت الدول المشاركة في المؤتمر على مواصلة الجهود المبذولة للقضاء على "داعش"، والنظر في تعزيز مشاركتها في تلك المرحلة الهامة القادمة من مراحل الحملة الدولية ضد التنظيم حسب قدرات كل بلد.
كما اتفقوا على اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة مرحلة ما بعد "داعش"، والتركيز على مكافحة الدعاية الإعلامية للجماعات المتطرفة، وتركيز الموارد على عمليات الاستقرار.
وتعد السعودية من أبرز الدول الداعمة للتحالف، حيث قدمت بُعيد الإعلان عن تشكيل التحالف في سبتمبر 2014 دعماً مالياً بمبلغ 500 مليون دولار لجهود الإغاثة في العراق.
كما تشارك باستمرار في الطلعات الجوية ضد التنظيم الإرهابي (في سوريا)، وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول المشاركة في التحالف.
وفي هذا الصدد ، كشفت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في ديسمبر الماضي أن "الاستخبارات تلقت من السعودية العديد من المعلومات التي أنقذت آلاف الاشخاص في بريطانيا".
الملك سلمان.. والحرب على داعش
زخم كبير من الجهود الأمنية للمملكة لمحاربة الإرهاب، استهدفت تنظيم "داعش" على وجه الخصوص.
بدأت هجمات التنظيم في المملكة، قبيل شهرين من تولي الملك سلمان الحكم، وتحديدا بعدما بث داعش، في نوفمبر/تشرين ثاني 2014، تسجيلاً صوتياً لزعيمه أبو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره، للقيام بعمليات ضد "المشركين في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم"، في إشارة إلى السعودية، معلناً تمدد التنظيم إلى عدد من الدول مثل السعودية، ومصر، والجزائر، واليمن، وليبيا.
ومنذ ظهور التنظيم في السعودية، تعرضت المملكة لأكثر من 35 جريمة إرهابية تبناها تنظيم " داعش" ، ولكن أكثر من نصفها كانت عمليات صنفت على أنها فاشلة ومعظمها استهدفت رجال أمن . وكانت وزارة الداخلية بالمرصاد للتنظيم واتباعه، إما عبر ملاحقة منفذي الهجمات الإرهابية عبد تنفيذها حال نجاحها، أو إحباط مخططاتهم، وسجل الأمن السعودي نجاحات بارزة في هذا المجال يمكن رصد أبرزها في السطور التالية:
حرب شرسة.. وجهود بارزة
22 مايو/أيار 2015: مقتل 21، وإصابة 101 آخراً، إثر قيام انتحاري بتفجير نفسه أثناء صلاة الجمعة، داخل مسجد للشيعة، في بلدة القديح، في محافظة القطيف، شرقي السعودية.
29 مايو/ آيار 2015: قتل 4 أشخاص في تفجير، استهدف مصلين بأحد المساجد بمدينة الدمام، شرقي السعودية، أثناء أدائهم لصلاة الجمعة.
وأعلنت وزارة الداخلية في 18 يوليو/ تموز 2015، القبض على 190 متورطاً في الهجومين.
3 يوليو/ تموز 2015: قتل رجل أمن سعودي، خلال تبادل لإطلاق نار عند قيام رجال الأمن بالتحري عن مطلوب للجهات الأمنية ، في عملية تم خلالها "القبض على ثلاثة من المشتبه بهم ، وضبط أعلام لتنظيم داعش الإرهابي"، وفي اليوم التالي قُتل المطلوب الأمني خلال تبادل لإطلاق نار مع قوات الأمن في الطائف (غرب) .
28 أبريل/ نيسان 2015: أعلنت السلطات السعودية احباط "محاولة انتحارية" كانت تستهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرياض، بواسطة سيارة محملة بالمتفجرات في مارس/ آذار 2015، مشيرة أنها اعتقلت 93 شخصاً (بينهم 81 ينتمون لتنظيم داعش)، على مدار الأربعة أشهر الماضية، الأمر الذي أدى إلى "إحباط مخططاتهم الإجرامية". وكان من بين مخططاتهم، بحسب الوزارة "استهداف مقرات أمنية، ومجمعات سكنية، واغتيال عسكريين من مختلف القطاعات، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية".
16 يوليو/ تموز 2015: إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة، في إحدى نقاط التفتيش، على طريق الحائر، جنوب العاصمة الرياض ، وأسفر الهجوم عن إصابة اثنين من رجال الشرطة، ومقتل المهاجم.
18 يوليو /تموز 2015: أعلنت الداخلية السعودية إحباط "عمليات إرهابية مروعة، خطط لها التنظيم الضال، من بينها عملية انتحارية، باستخدام الأحزمة الناسفة، تستهدف الجامع التابع لمبنى قوات الطوارئ الخاصة بالرياض، الذي يستوعب 3000 مصل، وعمليات انتحارية كانت تستهدف عدداً من المساجد بالمنطقة الشرقية، بشكل متتابع، في كل يوم جمعة، يتزامن معها عمليات اغتيال رجال أمن من العاملين على الطرق، وعمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في محافظة شرورة (جنوب المملكة)، وإقامة معسكر لهذا الغرض داخل صحراء شرورة، لتلقي التدريبات العسكرية المختلفة فيه، والتواصل والتنسيق لتلك العمليات مع العناصر المطلوبة في اليمن".
6 أغسطس/ آب 2015: تفجير انتحاري يستهدف مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها، بمنطقة عسير جنوبي البلاد، وأسفر عن مقتل 15 شخصا (5 منهم من رجال الأمن العاملين بالمقر، و6 متدربين من الملتحقين بالدورات الخاصة بأعمال الحج، و4 من العاملين في الموقع من الجنسية البنغالية (بنغلادش)، وإصابة 33 آخرين.
وفي 31 يناير 2016 ، أعلنت الداخلية اعتقال 3 من المتورطين في الهجوم، وأعلنت قائمة بأسماء 9 آخرين متورطين في الهجوم وهاربين، وعلى مدار الفترة الماضية اعتقلت وقتلت عدد من المطلوبين على خلفية الهجوم، ففي 1 مايو 2016، تم اعتقال مطلوب الأمني عقاب معجب قزعان العتيبي، المعلن عن اسمه ضمن قائمة المطلوبين، كما قتل في يناير الجاري طايع بن سالم الصيعري أحد المطلوبين التسعة.
28 سبتمبر 2015: الكشف عن خلية إرهابية مكونة من 5 أشخاص، في مدينتي الرياض (وسط) والدمام (شرق)، كانت تخطط لعمل إرهابي، وقتل اثنين منهم، واعتقال 3 الآخرين.
3 أكتوبر 2015: الكشف عن معمل داخل منزل سكني، بحي الفيحاء، في الرياض، يتم فيه تحضير المواد المتفجرة وصناعة الأحزمة الناسفة، والقبض على سوري مسؤول عن المعمل ومساعدته الفلبينية.
16 اكتوبر 2015 : هجوم مسلح على حسينية في سيهات بمحافظة القطيف (ذات الأغلبية الشيعية) شرقي السعودية، أسفر عن مقتل خمسة سعوديين وإصابة 9 آخرين، فضلا عن مقتل المهاجم.
2 يناير 2016 : أعلنت وزارة الداخلية السعودية، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، بينهم "نمر باقر النمر" (رجل الدين الشيعي)، و"فارس آل شويل" (منظر شرعي سابق لتنظيم القاعدة).
وكانت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، في المملكة قد أيدت في 25 أكتوبر/تشرين أول 2015، الحكم الابتدائي الصادر بإعدام نمر النمر، في الشهر نفسه عام 2014، لإدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية، والخروج على ولي الأمر في السعودية".
29 يناير 2016: إحباط تسلل اثنين إلى مسجد "الإمام الرضا" بالأحساء، إلا أن أحدهما قام بتفجير نفسه فور اعتراضه، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 36 آخرين، فيما جرى اعتقال الآخر.
11 مارس 2016 : مقتل 6 مطلوبين أمنيًا، بتهمة قتل عسكري بقوة الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم وسط المملكة، فبراير/شباط 2016.
29 إبريل2016 : إحباط عمل إرهابي وشيك بعد قتل إرهابيين اثنين كانا يعتزمان تنفيذه في منطقة عسير جنوب غرب السعودية.
5 مايو 2016: مداهمة لـ"وكر خلية إرهابية"، بمنطقة مكة غربي البلاد، الأمر الذي أسفر عن مقتل اثنين منهم وانتحار آخرَيْن، أحدهم سعيد عايض سعيد آل دعير الشهراني وهو على علاقة بتفجير مسجد قوات الطوارئ، بمنطقة عسير، 6 أغسطس/آب 2015 .
4 يوليو 2016 : وقعت 3 تفجيرات "انتحارية" في ثلاث مدن سعودية، أحدها في جدة (غرب) وأسفر عن مقتل "الانتحاري"، والثاني استهدف الحرم النبوي بالمدينة المنورة المدينة المنورة (غرب) وأسفر عن مقتل "الانتحاري" منفذ الهجوم و4 من رجال الأمن خلال اعتراضهم الانتحاري قبيل وصوله الحرم النبوي، والثالث قرب مسجد في القطيف شرق المملكة، ونتج عنه سقوط 3 قتلى.
ونجحت قوات الأمن السعودية في إحباط الهجمات الثلاث، حيث فشلت جميعها في الوصول لأهدافها، ممثلة في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، والقنصلية الأمريكية في جدة، وأحد مساجد القطيف.
وفي 7 يوليو 2016 تم اعتقال 19 شخصًا منهم (7) سعوديين و (12) من الجنسية الباكستانية على خلفية تلك الهجمات.
24 أغسطس 2016: الإعلان إحباط عملية إرهابية وشيكة التنفيذ كانت تستهدف المصلين بمسجد المصطفى ببلدة أم الحمام بمحافظة القطيف (ذات الأغلبية الشيعية) ، وفي اليوم نفسه تم الإعلان عن إفشال عملية انتحارية أخرى في وقت سابق من الشهر نفسه ، تستهدف مطعم ومقهى السيف بمدينة تاروت (تابعة لمحافظة القطيف) ؛ وأسفر إحباط العمليتين عن مقتل "أحد الإرهابيين"، واعتقال 4 آخرين.
19 سبتمبر 2016: إحباط 4 عمليات إرهابية كلفت بتنفيذها شبكة إرهابية مكونة من ثلاث خلايا عنقودية ترتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي، وتستهدف مواطنين وعلماء ورجال أمن ومنشآت أمنية وعسكرية واقتصادية في مواقع مختلفة".
وتم اعتقال أفراد الشبكة الإرهابية التي تقف وراء تلك العمليات وعددهم 17 إرهابيا؛ بينهم إمراة؛ وهم 14 سعودي، ومصري ويمني وفلسطيني.
30 أكتوبر 2016 : الإعلان عن إحباط مخطط لتفجير ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة أثناء مباراة منتخبي السعودية والإمارات التي أقيمت يوم 11 من الشهر نفسه (في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم) باستخدام سيارة مفخخة يتم وضعها في المواقف التابعة للملعب، تم في هذا الصدد "القبض على 4 يشتبه في صلتهم بالتهديد هم باكستانيان وسوري وسوداني".
كما كشفت الداخلية عن "الإطاحة بخلية إرهابية أخرى داعشية، مكونة من 4 أشخاص تتخذ من محافظة شقراء (شمال غرب الرياض) منطلقاً لأنشطتها التي تركزت على استهداف رجال الأمن"، و"تم إيقاف 6 أشخاص آخرين (سعوديي الجنسية) لتوفر ما يفيد بعلاقتهم بخلية شقراء".
7يناير 2017 : أعلنت وزارة الداخلية ، مقتل المطلوب الخطر طايع بن سالم بن يسلم الصيعري وهو ينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي، وإرهابي آخر مرافقا له خلال مداهمة وكر إرهابي لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة في عملية أمنية بأحد أحياء العاصمة الرياض.
والصيعري أخطر المطولبين أمنيا وله دور خطير في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية ، منها استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ بعسير (جنوب غرب) 6 أغسطس/آب 2015، ومحاولة استهداف الحرم النبوي 4 يوليو/تموز 2016.
إحباط هجمات إلكترونية
1 ديسمبر 2016: أعلن مركز الأمن الإلكتروني التابع لوزارة الداخلية السعودية، رصد "هجمة إلكترونية منظمة (من خارج المملكة) على عدة جهات حكومية ومنشآت حيوية".
وأشار المركز أنه قام بإرسال تحذيرات لعدد من الجهات الحكومية والمرافق الهامة يوم 19 نوفمبر 2016 عن تهديد يستهدف تعطيل الخدمات لبعض الجهات .
وكان مركز الأمن الإلكتروني أعلن 30 أغسطس/ آب 2016 ، عن "رصد هجمات إلكترونية خارجية إستهدفت شبكات إلكترونية لعدة جهات حكومية وقطاعات حيوية بالمملكة".
وأسهمت تحذيرات الداخلية في إحباط تلك الهجمات وفشلها في تحقيق أهدافها.
ورغم صعوبة الحرب على الحرب، وحجم التحديات التي تواجهها المملكة، والتي يعد أبرزها تزايد جهود التنظيم في تجنيد واستقطاب المزيد من العناصر بالمملكة، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن عدد المعتقلين (يقدروا بالمئات، ولا يوجد إحصاء دقيق لهم) وحجم ونوعية العمليات التي تم إحباطها، يشيران إلى تحقيق السلطات السعودية نجاحاً كبيراً في هذا الصدد، فيما تزال الحرب ضد الإرهاب عموما وتنظيم "داعش" مستمرة.