تركيا

صحفي فرنسي: عقدة الفوقية تدفع الغربيين لإنكار "أوروبية تركيا"

مارتن شوفيه : الأوروبيون يتجاهلون عظمة الحضارة الإسلامية وغناها، وهذا ناجم عن عقدة الفوقية التي تسيطر على عقولهم

Zahir Ajuz  | 28.10.2016 - محدث : 28.10.2016
صحفي فرنسي: عقدة الفوقية تدفع الغربيين لإنكار "أوروبية تركيا"

Istanbul

إسطنبول/ حسين ألتنالان/ الأناضول

أفاد جيل مارتن شوفية رئيس تحرير مجلة باري ماتش الفرنسية اليوم الخميس، أنّ الشعوب الغربية تضع نفسها فوق كافة الشعوب، ويعتقدون بأنّ ثقافتهم لا تشوبها نواقص، غير أنّ المعلومات التاريخية تفيد بأنّ لدى المسلمين علماء أكثر من فرنسا.

وأوضح شوفية لمراسل الأناضول، أنّ هناك أسباباً عديدة تدفع الأوروبيين لإطلاق أحكام مسبقة بحق تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، وأنّ من أهم هذه الأسباب مشكلة الهجرة وتواجد أعداد كبيرة من المهاجرين الجزائريين والتونسيين والمغربيين في فرنسا، الأمر الذي يدفعهم إلى المطالبة بوجوب إغلاق أبواب باريس في وجه موجات الهجرة الجديدة.

وأضاف شوفية انّ وجود أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين سواء في فرنسا أو في عموم دول الاتحاد الاوروبي، ولّدت لدى شعوب هذه الدول شعور الخوف من استيلاء هؤلاء على بلدانهم، مبيناً أنّ هذا الوضع دفع بالأوروبيين إلى إطلاق أحكام مسبقة تجاه تركيا ودفعهم للاعتقاد بأنهم سيواجهون نفس المشاكل التي يعانونها من المهاجرين، في حال تمكنت أنقرة من الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي.

وفي هذا الصدد قال شوفية: "يعتقدون بأنهم سيعانون من مشاكل في حال انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، إلّا أنّ انضمام الأخيرة إلى الاتحاد سيعود بالضرر إليها، لأن الصناعة في تركيا بدأت تتطور، والبطالة فيها قليلة قياساً بالبطالة الموجودة في أوروبا، ولهذا فإنّ الأتراك لا يستولون على أوروبا، إنما الأوروبيين يستولون عليها ويشترون المنازل منها، وبالتالي فإنّ الأتراك هم من يتضررون من انضمامهم إلى الاتحاد الاوروبي".

وذكر شوفية أنّ السبب الثاني الذي يدفع بالأوروبيين إلى إطلاق أحكام مسبقة بحق تركيا، هو خوفهم من الإسلام وتبنّيهم لأفكار ومعلومات مغلوطة عن الدين الإسلامي.

وأردف الصحفي الفرنسي في هذا الخصوص قائلاً: "الأوروبيون لديهم قناعات خاطئة حول الإسلام، فلو كانت تركيا دولة تمتلك النفط، لإنضمت منذ سنين إلى الاتحاد الاوروبي، مع العلم أنّ تركيا موجودة منذ 40 عاماً في العديد من المؤسسات الأوروبية، ففي القرن التاسع عشر لم يكن أحد يصف الدولة العثمانية بالرجل المريض للقارة الأسيوية، بل كانت هذه الدولة توصف بالرجل المريض للقارة الأوروبية، وهذا الوصف يشير إلى أنّ تركيا ترتبط بجذور تاريخية مع أوروبا والساسة الأوروبيين يتعمدون طمس هذه الحقيقة واتباع أسلوب الغوغائية في هذا الخصوص".

وبحسب تصريحات شوفية هناك نقطة ثالثة غاية في الأهمية، وهي أنّ الأوروبيين ينسون بأنّ الامبراطورية العثمانية والاتراك كانوا أوروبيين لمئات السنين، وأنّ تاريخ القارة الأوروبية شاهد على الكثير من حالات الزواج بين العائلات الملكية والسلاطين العثمانيين، كما أنّ الأوروبيين لا يعرفون بأنّ العثمانيين على بحر مرمرة بمساعدة حكام الفينيقيين والبنادقة الإيطاليين.

واستطرد قائلاً: "الأوروبيون لا يعرفون بأنّ السلطان محمد الفاتح فتح مدينة إسطنبول قادماً من أوروبا، ويتجاهلون حقيقة قضاء دول البلقان التي تعتبر اليوم ضمن القارة الاوروبية، عهوداً من الأمان والرخاء تحت مظلة الدولة العثمانية، ولو لاحظنا مآذن مساجد العثمانيين لرأيناها دائرية، بينما نعلم بأنّ العرب يبنون مآذن مساجدهم على شكل مربع، وهذا يؤكّد بأنّ الامبراطورية العثمانية متأثرة إلى حد كبير بالحضارة البيزنطية والأوروبية، والحقيقة أنّ أتراك اليوم، هم أوروبيون أكثر من شعوب العديد من الدول الأوروبية".

- الأوروبيون استنجدوا بالعثمانيين

وتطرق شوفية خلال حديثه لمراسل الأناضول إلى نقطة مفصلية أخرى، مشيراً أنّ تركيا كانت الدولة الأكثر تسامحاً بين الدول الأوروبية، وأنّ الدولة العثمانية فتحت أحضانها للعديد من اليهود الفارين من إسبانيا.

وتابع في هذا الخصوص: "الأوروبيون عندما كانوا يفرون من الظلم، كانوا يحتمون بالدولة العثمانية، غير أنّ التاريخ لم يدوّن في صفحاته حالات فرار من الدولة العثمانية ولا حالات احتماء بالدول الأوروبية، وهذا من أهم الخواص المنسية".

وفيما يتعلق بالجانب الديني قال شوفية: "إنّ الشارع التركي محق في تقييمه للاتحاد الاوروبي على أنه نادٍ مسيحي، لأنّ الاتحاد بالفعل كذلك، فلو كانت تركيا دولة غير إسلامية لانضمت إلى الاتحاد قبل سنين، زرت مصر وعمري 18 عاماً، وانتقلت بعدها إلى المملكة العربية السعودية وشاهدت فيهما تنوع الثقافة الاسلامية وغناها وتاثّرت بها، المسيحيون يخشون من المسلمين وهذه الخشية مصدرها النظام التعليمي فالأوروبيون يتجاهلون عظمة الحضارة الإسلامية وغناها، وهذا ناجم عن عقدة الفوقية التي تسيطر على عقولهم".

- أزمة اللاجئين السوريين تؤثر بشكل مباشر على السياسة الداخلية.

وعن أزمة اللاجئين السوريين وامتناع الدول الأوروبية عن إيفاء وعودها لتركيا فيما يخص مساعدة السوريين المقيمين داخل أراضيها، رغم قيام الأخيرة بتخليصهم من كارثة تدفق هؤلاء اللاجئين إلى أراضيهم، قال شوفية: "يصعب عليّ أن أوضح سبب تقاعسهم عن إيفاء وعودهم لتركيا، فتركيا احتضنت 3 مليون لاجئ، والأدرن كذلك استقبلت 800 ألف وفي لبنان قرابة مليون سوري، بينما قامت دول الاتحاد الاوروبي بإغلاق أبوابها، وهذه الخطوة توضح للعيان أكاذيب الدول الأوروبية حول نيتهم في مساعدة اللاجئين، فالمستشارة الألمانية خسرت الكثير من أصوات مناصريها بسبب سياساتها المتعلقة باللاجئين السوريين والمهاجرين، والاتحاد الاوروبي يُقرّ بأنّ تركيا تبذل جهوداً مضاعفة فيما يخص اللاجئين، غير أنّ هذه المسألة يبدوا انها ستؤثّر بشكل أكبر في السياسة الداخلية لدول الاتحاد، وخسارة ميركل لنسبة كبيرة من أصوات مناصريها دليل على ذلك.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.