الدول العربية

مبارك "طليق السراح" لأول مرة منذ نحو 6 سنوات

برأت محكمة النقض مبارك نهائيا من تهمة قتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011

24.03.2017 - محدث : 25.03.2017
مبارك "طليق السراح" لأول مرة منذ نحو 6 سنوات

Al Qahirah

القاهرة / أحلام حسنين/ الأناضول

غادر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، اليوم الجمعة، مستشفى المعادي العسكري (جنوب العاصمة) عائدا إلى منزله شرقي القاهرة "طليق السراح" لأول مرة منذ أبريل/نيسان 2011.

وقال فريد الديب محامي مبارك (تولى الرئاسة المصرية من 1981 إلى 2011 حيث أطاحت به ثورة شعبية)، "نفذنا قرار الإفراج عن الرئيس الأسبق اليوم وهو الآن في منزله بمصر الجديدة".

وأضاف الديب للأناضول: "كان بانتظاره جميع أفراد أسرته"، دون مزيد من التفاصيل.

ومطلع الشهر الجاري، برأت محكمة النقض (أعلى محكمة طعون بالبلاد) مبارك نهائيا من تهمة قتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011.

ولمبارك قضيتان منظورتان أمام المحاكم، وهما قضية الكسب غير المشروع ولا تزال التحقيقات قائمة فيها، وقضية تعرف إعلاميا باسم "هدايا الأهرام"، وهو ممنوع من السفر خارج البلاد بحكم محكمة سابق في 22 ديسمبر/ كانون أول الماضي أيده وقتها طلب جهاز الكسب غير المشروع (قضائي) الذي يحقق مع مبارك وأسرته في تضخم ثرواتهم.

وأطاحت ثورة شعبية في 25 يناير/كانون ثان 2011، بنظام الرئيس الأسبق، وأجبرته على التنحي في 11 فبراير/ شباط من ذات العام.

وعقب الثورة وجهت العديد من التهم لمبارك ورموز نظامه من بينها "الاشتراك" بقتل متظاهرين، والفساد، وألقي القبض عليه في أبريل/ نيسان 2011 وتمت تبرأته في غالبية القضايا فيما أدين في قضية فساد مالي ومعه نجلاه علاء وجمال وعوقبوا بالسجن ثلاث سنوات احتسبت من مدة الحبس الاحتياطي لكل منهم.‎

وأمضى مبارك (نحو 89 عاماً) جانبا قليلا من فترة العقوبة في سجن طرة، جنوب العاصمة، فيما مكث غالبية الفترة الماضية بمستشفى المعادي العسكري لوضعه الصحي.

ويقع منزل مبارك الذي سيعيش فيه في شارع حليم أبو سيف، وهو قريب من قصر الاتحادية الرئاسي ونادي هليوبوليس(رياضي)، ويبدو هذا الشارع كما لو كان ثكنةٍ عسكريةٍ، حيث يشهد تواجدًا أمنيًا بكل المداخل والمخارج المؤدية له.

وتعليقا على إخلاء سبيل مبارك، قال خالد داود، رئيس حزب الدستور المصري(ليبرالي)، إن إخلاء سبيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كان متوقعا منذ محاكمته أمام محاكم جنائية تقليدية، وتوالي أحكام البراءة على كل رموز الحكم السابق.

وأضاف داود، في تصريح للأناضول، أن "استراتيجية محاكمة مبارك كانت خاطئة من البداية".

واستشهد بما قاله أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة، الذي أصدر الحكم الأول بالسجن المؤبد لمبارك، في يونيو/ حزيران 2012(تم استئناف الحكم والغاؤه)‎، بأن أجهزة الأمن والمخابرات المصرية لم تقدم الأدلة الكافية لإدانته.

وتابع: "الأجهزة المدانة مع مبارك هي نفسها المطلوب منها أدلة إدانته"، مؤكدا أن الحكم الحقيقي أصدره الشعب في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، بخروجه من الحكم بعد 30 عاما.

ورأى محمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية(يسار وسط) وعضو ائتلاف ثورة 25 يناير(معارض وتم حله)، أن إخلاء سبيل مبارك، كان متوقعا وما هو إلا تحصيل حاصل، منوها إلى أن هذا الحكم لن ينال من قيمة ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، التي أطاحت به من الحكم.

وأوضح القصاص للأناضول أنه منذ بداية محاكمة مبارك عقب الثورة المصرية، إبان حكم المجلس العسكري، وهناك ترتيبات لخروجه من السجن، مضيفا أن "الثورة المضادة التي تحكم حاليا هي من أعادت مبارك ورموز حكمه إلى المشهد مرة أخرى".

وأعرب شادي الغزالي حرب، عضو ائتلاف شباب الثورة عن شعوره بالمرارة والألم لوجود آلاف الشباب في السجون وتعرضهم للتنكيل فيما يخرج مبارك حرا طليقا.

واعتبر في تصريحات صحفية، أن هذا أصبح "نمطا طبيعيا في عهد النظام الحاكم حاليا" أو ما وصفها بـ"الثورة المضادة".

فيما كتب رئيس تحرير جريدة "السياسة" الكويتية، أحمد الجار الله(كويتي)، على "تويتر" قائلا: اليوم توجه الرئيس مبارك إلى منزله بعد أن ثبت أنه بريء من كل تهم خصومه، تهم شرسة لكن القدر لها بالمرصاد، يامبارك ثوبك أبيض اعذرنا لقد قسونا عليك".

وعلق أحمد العايدي، مواطن مصري، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول خروج مبارك قائلا: "اليوم عيد بالنسبة لنا بخروج الرجل الذي حاولوا تشويه تاريخه لكن القدر أبى أن يفعلها".‎

وولد مبارك في 4 مايو/ أيار 1928 بمحافظة المنوفية (شمال)، حصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950.‎

وتدرج في سلم القيادة العسكرية حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.‎

رقي مبارك في العام التالي لحرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري الأسبق أنور السادات نائبا له في عام 1975 قبل أن يغتال السادات في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1981.‎

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية كرئيس للبلاد. وأمضى قرابة ثلاثين عاما في الحكم ما يجعلها الأطول منذ 1952 العام الذي أطيح فيه بالنظام الملكي.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın