مصر "غير الرسمية " تغضب من تقارب سعودي إثيوبي يخص "النهضة"
بالتزامن مع صمت رسمي وزيارة غير معلن عنها للسيسي إلى أوغندا غدة إعلان عن تعاون معتزم بين الرياض وأديس أبابا
Al Qahirah
القاهرة / حسين القباني / الأناضول
لاقت زيارة مسؤول سعودي بارز لسد النهضة الإثيوبي، غضبا في الصحف المصرية الصادرة الأحد، رغم الصمت الرسمي الذي صاحبه سفر غير معلن عنه لرئيس البلاد عبد الفتاح السيسي، إلى أوغندا غدة إعلان عن تعاون معتزم بين الرياض وأديس أبابا.
وأمس الأول الجمعة، زار مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب، سد النهضة في إطار زيارته الحالية لإثيوبيا بعد أيام من زيارة أخرى لوزير الزراعة عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي لأديس أبابا.
زيارتان تأتيان في ظل توتر معلن بين مصر وكل من إثيوبيا والسعودية مؤخرًا على خلفية حصة القاهرة من مياه النيل المهددة بسد النهضة الإثيوبي وتباين وجهات النظر في الملف السوري على الترتيب.
ونقلت صحف ومواقع محلية حكومية وخاصة بمصر، اليوم، عن وكالة الأناضول للأنباء خبر زيارة الخطيب الذي نشرته بالأمس، إلى جانب تعليقات غير رسمية وضعت الحدث في إطار "مرحلة المكايدة والانتقام وسابقة خطيرة والرد على التوتر المصري السعودي في الملف السوري".
ولم يتسن بشكل فوري، الحصول على تعليق فوري من السلطات السعودية، حتى الساعة 9:45 ت.غ حول هذه الاتهامات.
ونقلت صحيفة "الأهرام" الحكومية، عن الأناضول خبرا في أعلى صفحتها الأولى عن زيارة مستشار العاهل السعودي لسد النهضة، وفي الصفحة السادسة الداخلية نقلت تفاصيل الخبر تحت عنوان "الأناضول: وفد سعودي رفيع المستوي يزور إثيوبيا وأديس أبابا تطالب المملكة بدعم سد النهضة ماديا"، دون تعليق.
الموقف ذاته، كررته صحيفة الأخبار الحكومية، بعنوان "مسؤول سعودي رفيع المستوي يزور سد النهضة بإثيوبيا"، نقلاعن الأناضول أيضا.
غير أن الصحيفة أعدت عبر موقعها الإلكتروني، متابعة عنونتها بـ"6 أسرار لزيارة مستشار "سلمان" لإثيوبيا أهمها: توليد الطاقة"، ونقلت تعليقا لوزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام يهاجم المملكة.
وقال علام إن زيارة الخطيب لسد النهضة "تحرك خاطئ وتشكل سابقة خطيرة، وتعد ردا على الخلافات الحالية بين القاهرة والرياض، واستكمالا لمسلسل التراجع عن الالتزامات السعودية بتوفير الامدادات البترولية لمصر بموجب اتفاق تعهدت به شركة "أرامكو" السعودية الحكومية (وقفت في أول أكتوبر/ تشرين أول الماضي)" .
وأضاف علام أن الزيارة تأتي أيضاً، "استكمالا للطموحات السعودية بالاستثمار في إثيوبيا لمجموعة من المشروعات الزراعية".
ولفت إلى أن الاستثمارات السعودية في إثيوبيا تتجاوز 13 مليار دولار، أغلبها في مشروعات زراعية مروية، يتم تصديرمنتجاتها إلى السعودية وخاصة زراعات الأرز"، وفق المصدر ذاته
وشدد وزير الري المصري الأسبق على أن "أية خلافات بين الحكومة المصرية والسعودية أو القيادتين في البلدين لا يجب أن تنعكس في تصرفات غير مسئولة تهدد مصالح الشعبين، من خلال التلويح بالتعاون مع دولة تهدد الامن المائي للمصريين".
وعن علام أيضا وصفت صحيفة المصري اليوم الخاصة، الزيارة (التي نقلتها عن الأناضول) بأنها "مكايدة" من الرياض للقاهرة.
أما صحيفة "اليوم السابع" الخاصة ، فرصدت في تقرير لها أبرز ما جاء في الصحف المصرية، لافتة إلى عنوان "السعودية فى سد النهضة"، بعد يوم من نشرها زيارة المسؤول السعودي للسد نقلا عن الأناضول.
وتحت عنوان "وفد سعودي يتفقد سد النهضة" نقلت صحيفة الوطن الخاصة، عن مصادر دبلوماسية لم تسمها أن "زيارة الوفد السعودي لسد النهضة قد تبعث برسائل سلبية لمصر ومساهمة المملكة في تمويل السد (كما طالبت إثيوبيا) ستكون خطوة سلبية في مسار العلاقات مع القاهرة".
ونقلت الصحيفة ذاتها عن هانى رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية (الحكومي) قوله، إن الزيارة السعودية للسد "لها بعد سياسي وإشارة إلى القاهرة أن المملكة دخلت في مرحلة الانتقام من مصرعلى خلفية موقفها من القضية السورية، وأنها تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وتقف مع أديس أبابا في قضيتها ضد القاهرة.
كما ذكر طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الزيارة تعكس دعماً سياسيا سيقدم إلى أديس أبابا ومناكفة مباشرة للقاهرة نتيجة مواقفها من القضية السورية، وفق المصدر السابق.
ونقلت كل من صحيفة الوفد الحزبية والشروق الخاصة، خبرا صغيرا عن زيارة مستشار العاهل السعودي لسد النهضة، دون تعليق.
ولم تصدر تعليقات من الجانب المصري الرسمي حول زيارة المسؤول السعودي، غير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجه صباح اليوم الأحد، إلى أوغندا (إحدى دول حوض النيل) لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في زيارة لم يعلن عنها مسبقًا وجاءت بالتزامن بعد زيارة الخطيب.
وتتخوف القاهرة من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيمثل نفعًا له خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر وأعلن التلفزيون الإثيوبي أمس عن تعاون معتزم مع الرياض في إنشاء السد.
وخلال لقائه مع مستشار العاهل السعودي أحمد الخطيب، أكد رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ديسالين، رغبة بلاده في التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة، والطرق، والكهرباء، والزراعة، فضلا عن التعاون في مجال السياحة.
بدوره، قال الخطيب إن "السعودية وإثيوبيا لديهما إمكانات هائلة ستمكن البلدين من العمل معًا في تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بيهما".