الدول العربية

30 عاما على المجزرة.. حلبجة العراقية جرح يأبى الاندمال

يروي زمناكو محمد أحمد للأناضول قصته الحزينة، حيث فرقته مجزرة حلبجة عن أمه عندما كان رضيعا، ولم يجدها إلا بعد 22 عاما عاشها في كنف عائلة إيرانية تبنته.

16.03.2018 - محدث : 16.03.2018
30 عاما على المجزرة.. حلبجة العراقية جرح يأبى الاندمال

Ankara

أنقرة / محمد قره، مازن أسد / الأناضول

تحل اليوم الجمعة، الذكرى الثلاثون لمجزرة حلبجة التي ارتكبها النظام العراقي السابق ضد سكان المدينة الكردية الواقعة بإقليم شمال العراق، لكن ثلاثة عقود كاملة لم تنجح في مداواة جروح الضحايا، خاصة أن المسؤولين عن المجزرة لم يلقوا جزاءهم بالكامل، كالشركات الغربية التي باعت للعراق مواد كيميائية استخدمها النظام في قصف حلبجة.

قصة زمناكو محمد أحمد ووالدته فاطمة صالح، واحدة من القصص الحزينة التي تحمل تفاصيلها مرارة المجزرة، حيث تفرق الاثنان ولم يجدا بعضهما سوى بعد 22 عاما.

كان زمناكو رضيعا بعمر ثلاثة أشهر وقت المجزرة، ومع قصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية قتل والده وأشقاؤه الأربعة، ونجا هو ووالدته، إلا أن الاضطراب الناجم عن المجزرة فرق بينهما، يروي الشاب للأناضول.

نُقل زمناكو إلى إيران، وهناك تبنته إحدى العائلات الإيرانية، ويقول إنه عرف منذ صغره أنه ليس ابن هذه العائلة، وأنه قادم في الأصل من حلبجة، إذ أن والدته الإيرانية استشارت طبيبا نفسيا نصحها بإخباره تدريجيا بالحقيقة، لأنه سيعرفها آجلا أم عاجلا، نتيجة عدم وجود أوراق ثبوتية له، وعدم اعتباره مواطنا إيرانيا.


يتذكر زمناكو والدته الإيرانية بحنان، قائلا إنها منحته الكثير من الحب والرعاية، وبعد وفاتها قرر البحث عن والدته الحقيقية.

يحكي زمناكو للأناضول رحلة البحث عن عائلته قائلا "وجدت على شبكة الإنترنت جمعية لدعم ضحايا المجزرة، تواصلت معهم عبر البريد الإلكتروني وأخبرتهم بوضعي، وبعدها بفترة اتصل بي أحد مسؤولي الجمعية، وأخبرني أن وزير الشهداء في إقليم شمال العراق سيزور طهران وبإمكاني لقاؤه، وبالفعل التقيته وعرفت منه أن 60 من عائلات حلبجة تبحث عن أبنائها المفقودين، وهكذا تصاعد الأمل في داخلي في العثور على عائلتي، وسافرت إلى العراق بعد شهر".

وعن شعوره لدى وصوله إلى حلبجة قال زمناكو "بدأت البكاء قبل الوصول إلى المدينة، إنه شعور لا يمكن وصفه".

يقول زمناكو إنه تلقى دعما كبيرا من وزارة الشهداء، ومن "فخر الدين إبراهيم" الذي يعمل الآن مراسلا لوكالة الأناضول في أربيل، وتم إجراء فحص حمض نووي له وللعائلات التي تبحث عن أبنائها المفقودين، وأعلنت النتيجة في مراسم خاصة أجريت في ديسمبر / كانون الأول 2009 عند نصب الشهداء التذكاري، وهناك عرف أن فاطمة صالح هي أمه الحقيقية.

ويحرص زمناكو على زيارة نصب الشهداء مع والدته في ذكرى مجزرة حلبجة، حيث كُتب اسمه باعتباره أحد ضحايا المذبحة مع أفراد عائلته الآخرين، كما أن اسمه مكتوب على شاهد أحد القبور.

وأعرب زمناكو عن غضبه لأن عددا من المسؤولين عن مجزرة حلبجة لم يلقوا جزاءهم بعد، مشيرا أن علي حسن المجيد الذي لقب بـ "علي الكيماوي" بعد المجزرة تم إعدامه، كما أعدم صدام حسين لإدانته بارتكاب مجزرة أخرى، في حين أن الشركات الأوروبية التي باعت صدام حسين المواد الكيميائية التي صنع منها أسلحته لم تتم محاسبتها.

وتمنى زمناكو ألا يتكرر ما حدث في حلبجة في أي مكان آخر في العالم، معربا عن أسفه لما يحدث حاليا في سوريا.



وفي أواخر الحرب الإيرانية العراقية، اندلع تمرد شمالي العراق مناهض لحكم الرئيس صدام حسين (1979 ـ 2003) قاده جلال طالباني، الزعيم السابق لـ "الاتحاد الوطني الكردستاني" (توفي 3 أكتوبر /تشرين الأول 2017)، فشنت القيادة العراقية حربا سمتها "حملة الأنفال".

وأوكل صدام قيادة هذه الحملة إلى أمين سر الشمال في "حزب البعث العربي الاشتراكي"، الفريق أول علي حسن المجيد التكريتي، الذي شن يوم 16 مارس / آذار 1988 قصفا جويا ومدفعيا بقنابل كيميائية على حلبجة وقرى محيطة بها، ما أسقط خمسة آلاف قتيل وقرابة 10 آلاف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تداعيات القصف الخطيرة على المواليد في المدينة، وتسجيل حالات تشوهات في مواليدها بعد سنوات.

وانتهى حكم صدام بغزو عسكري قادته الولايات المتحدة عام 2003، وأعدمته السلطات العراقية شنقا صبيحة أول أيام عيد الأضحى 30 ديسمبر / كانون الأول 2006، لإدانته بالمسؤولية عن مقتل 148 شخصا في بلدة الدجيل، إثر محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها يوم 8 يوليو / تموز 1982، بتنظيم من حزب الدعوة الإسلامية (شيعي).

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın