أفريقيا, التقارير

"نغنتي".. احتفال تقليدي إسلامي لتسمية المواليد غرب إفريقيا (تقرير)

- يشارك فيه كبار العائلة والجيران وزعماء دينيون حيث يحلق شعر المولود ويعلن اسمه وتذبح عقيقته وسط الدعاء والابتهالات

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 25.02.2025 - محدث : 25.02.2025
"نغنتي".. احتفال تقليدي إسلامي لتسمية المواليد غرب إفريقيا (تقرير) "نغنتي".. احتفال تقليدي إسلامي لتسمية المواليد غرب إفريقيا

Gambia

بانجول/ كوكهان قاوق، أحمد ساتي/ الأناضول

- يشارك فيه كبار العائلة والجيران وزعماء دينيون حيث يحلق شعر المولود ويعلن اسمه وتذبح عقيقته وسط الدعاء والابتهالات
**الغامبي سليمان سيكا:
- نحن نحتفل الآن بميلاد ابنتنا ونقيم لها حفل تسمية وفقًا لتقاليدنا
- هذه المناسبة مهمة جدًا بالنسبة لنا، لأنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا
- الحفل لا يقتصر على تسمية المولودة ويشمل فقرات احتفالية وتقديم أطباق محلية للمدعوّين

في تقليد متجذر مستمر منذ عقود، تقام في دول غرب إفريقيا، مثل السنغال وغامبيا، احتفاليات تقليدية خاصة تسمى "نغنتي" لتسمية المواليد الجدد.

هذا الحفل يمثل مزيجًا فريدًا يجمع بين التعاليم الإسلامية والعادات المحلية، ويُقام عادةً بعد مرور 7 أيام على ولادة الطفل.

يبدأ "نغنتي" بحضور كبار العائلة، والجيران، والزعماء الدينيين، حيث يُحلق شعر المولود في مستهل المراسم، بينما يعدّ إعلان الاسم اللحظة الأكثر أهمية في الاحتفال.

* دعاء وابتهالات

خلال الحفل، يتضرع الأئمة بالدعاء للمولود، راجين له حياة طويلة مليئة بالخير والبركة.

وكجزء من تقاليد "نغنتي"، يتم ذبح عقيقة، ويُوزَّع لحم الأضحية على الضيوف والمحتاجين. كما يُقام احتفال موسيقي، حيث تُعزف الألحان التقليدية وتُقدم وجبات محلية للضيوف.

وتُعتبر "عقيقة المولود" في الإسلام من السنن الموصى بها، يشكر الوالدان الله من خلالها على نعمة الإنجاب والزرق، وتتمثل في إحضار شاتَين أو ما يعادلها من اللحم وتقطيعها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

لا يُنظر إلى "نغنتي" باعتباره واجبًا دينيًا فحسب، بل يُعد أيضًا مناسبة اجتماعية مهمة تجمع أفراد المجتمع وتوطّد أواصره.

وهذه الطقوس تُقام ضمن مختلف المجموعات العرقية في غامبيا، مثل "الماندنكا"، و"الولوف"، و"الفولاني"، و"الجولا"، حيث يضفي كل مجتمع لمساته الثقافية الخاصة على الاحتفالية.

ويُنظر إلى "نغنتي" باعتباره طقسًا يرسّخ انتماء المولود ليس فقط لعائلته، وإنما للمجتمع ككل، ما يجعله تقليدًا راسخًا ظل حيًا على مدى قرون، ولا يزال حاضرًا بقوة في المجتمع الغامبي الحديث.

* عقيدة دينية وإرث ثقافي

ويُمثل "نغنتي" انعكاسًا للمعتقدات الدينية، وفي الوقت نفسه تراثا ثقافيًا مهمًا يعزز روح التضامن الاجتماعي.

وفي هذا السياق، تحدث الزوجان الغامبيان، سليمان وزينب سيكا، إلى مراسل الأناضول خلال الاحتفال الذي أقاماه في منزلهما بالعاصمة بانجول لمولودتهما الجديدة.

وقال الأب سليمان سيكا: "نحن نحتفل الآن بميلاد ابنتنا ونقيم لها حفل تسمية وفقًا لتقاليدنا".

وأشار إلى أن الحفل لا يقتصر على تسمية المولودة فحسب، بل يشمل أيضًا فقرات احتفالية، حيث يتم تقديم أطباق محلية للمدعوّين.

وأضاف سيكا: "أولًا نعلن الاسم، ثم يلقي المدعوون كلمات إيجابية عن الوالد"، وأردف: "اخترت اسم والدتي لمولودتي الجديدة، رُقيّة".

* ميراث ثقافي

سيكا أوضح للأناضول أن الحفل يبدأ بحلق شعر المولودة، وأضاف: "هذه المناسبة مهمة جدًا بالنسبة لنا، لأنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا. في هذه المناسبة والتقليد ندعو الناس ليشاركونا أفراحنا".

وبحسب السنة النبوية الشريفة، يحلق رأس المولود في اليوم السابع من ولادته، ويتصدق والداه بوزن شعره فضة (أو ذهبًا في مصادر أخرى).

وأردف سيكا أنه ينتمي لإثنية "الولوف"، وأن "هذا التقليد يُعد جزءًا من التراث الإفريقي الأصيل، الذي لا يقتصر على غامبيا فحسب، بل يُمارَس في عدد من الدول الأخرى".

وأشار سيكا إلى أن عائلته، وعائلة زوجته، بالإضافة إلى زملائه في العمل وجيرانه، قد شاركوا في الحفل، ما يعكس طابعه الاجتماعي العميق.

من جانبها، أكدت زينب سيكا، والدة المولودة، أنها تشعر بسعادة غامرة بميلاد طفلتها الرابعة، مشيرةً إلى أن هذه الاحتفالية "جزء أساسي" من ثقافتهم وتراثهم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.